تونس 16 ديسمبر2009 (وات) تواصلت يوم الاربعاء بفضاء المكتبة الوطنية بالعاصمة فعاليات الندوة العلمية الدولية حول /الشيخ الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الإسلامية/ التي تنتظم في إطار الاحتفال بمائوية الشيخ العلامة محمد الفاضل ابن عاشور والتي تناولت مساهمة الشيخ محمد الفاضل في تحقيق التواصل بين مختلف أقطار الأمة العربية في مشرقها ومغربها إضافة الي مكانة الأدب في مدونة المحتفي به. استهلت الجلسة الرابعة التي ترأسها الأستاذ محمد محجوب بمداخلة للأستاذ حسن محمود عبداللطيف الشافعي من مصر حول /البيوتات العلمية في كل من تونس ومصر/ مركزا علي إبراز مكانة وريادة /بيت آل عاشور/ في نشر العلوم الفقهية والشرعية في تونس وفي العالم العربي وحرصها على توريث أبنائها وكذلك تلامذتها لفضيلة طلب العلم وتناقله جيلا بعد جيل منوها بأهمية البيئة التي نشا فيها الشيخ محمد الفاضل في توجيهه نحو البحث والدرس والنهل من منابع العلوم التي نقلها له والده الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور إلي جانب استفادته من المكتبة الضخمة التي تمتلكها الأسرة. كما تطرق المحاضر إلى الصلات التي كانت تربط بين البيوتات العلمية في كل من تونس ومصر ملاحظا بان بلاد مصر قد استفادت من التراث العلمي الكبير والمتنوع الذي نقله ابن خلدون ومن الأشعار التي تغني بها بيرم التونسي سواء بالعامية أو العربية الفصحي. وأشار الباحث مصطفي بن حمزة من المغرب إلى مساهمة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور في تدعيم أواصر التلاقي والصلات العلمية بين تونس والمغرب مبرزا أن الحضارة الإسلامية قامت على أساس فكرة التواصل والالتقاء وهو ما سعى الشيخ الفاضل إلى إحيائه في محاولة منه لربط مغرب الأمة بمشرقها وتأكيدا من جانبه على أهمية الوحدة الفكرية التي من الواجب توفرها بين المسلمين. وفي معرض تناوله للتأريخ للعلاقة العلمية بين تونس والمغرب بين المحاضر ان الشيخ الفاضل يعد من أكثر المتحمسين لربط جسور التواصل العلمي بين البلدين فقد كان فضيلته صاحب مشروع يقوم على تدعيم استمرارية المدرسة المالكية وهذا ما يفسر مشاركته في إلقاء دروس سنوية بالمدرسة الحسينية بحضور الملك الراحل الحسن الثاني. وأثناء تناوله لمكانة /الأدب في مدونة الشيخ الفاضل ابن عاشور/ أشار الأستاذ الجامعي أبو بكر بلحاج من تونس الى ان الكثير من الناس وحتى من المثقفين ينظرون بريبة وغرابة عند إثارة التعرض الى علاقة الشيخ الفاضل بالأدب نظرا لارتباط صورته وشخصيته بالفقية والمهتم بالعلوم الشرعية والدينية مبينا أن الدارس المتمعن في مدونة الشيخ الفاضل يلاحظ انه اهتم الى جانب العلوم الشرعية بأغراض أخرى من بينها الأدب نثرا وشعرا وقد عرف عنه ولعه بقراءة تاريخ الأدب وبحبه للشعر مبرزا أن التأليف في الأدب يعد سنة وتقليدا مألوفا عند الزيتونيين وفي مقدمتهم الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور الذي قام بتحقيق ديوان بشار ابن برد.