تونس/وات/- نظم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات عشية يوم الجمعة بالعاصمة مائدة مستديرة حول اصلاح المنظومة التربوية في المشروع المجتمعي لهذا الحزب. ويأتي هذا اللقاء، كما اكد ذلك منسق برنامج التعليم في التكتل محمد ساسي، في اطار عرض الحزب لبرنامجه حسب القطاعات مضيفاأن هذا البرنامج حاول أن يراعي جملة من الاهداف أهمها تكوين جيل متشبع بروح المواطنة قادر على دخول معترك الحياة باوسع قدر من المعارف من خلال مقاربة توازن بين التعليم وسوق الشغل. وافادت "لبنى الجريبي" المنسقة العامة للبرنامج، من جهتها، ان العمل انطلق من تشخيص عام لمختلف مراحل المنظومة التربوية حيث تم تشكيل لجان تفكير ضمت مختصين في الشأن التربوي تولت القيام بتقويم مواطن الخلل، واقترحت بدائل في شكل اصلاحات هيكلية شملت المقررات الدراسية والاهداف البيداغوجية ومنهجية التدريس. ومن بين المقترحات التي يقدمها التكتل في هذا الباب اعطاء الاولوية المطلقة للحد من الانقطاع عن الدراسة من خلال ارساء هياكل المعاضدة الاجتماعية وتأمين المرافقة الاضافية داخل المناطق ذات الاولوية وتحفيز المدرسين العاملين بها. كما بقترح التكتل اعتماد هيكلية جديدة في التعليم الثانوي قائمة على مسلكين رئيسيين هما التعليم العام والتعليم التكنولوجي وربطهما ببعضهما من خلال مسارب تمكن من الارتقاء الى كافة مستويات التعليم العالي. ويقترح التكتل في خصوص التعليم العالي اجراء تقييم لمدى نجاعة منظومة "امد" واتخاذ الاجراءات التعديلية اللازمة عليها، اضافة الى تقسيم التعليم العالي الى مرحلة تحضيرية مشتركة تتبعهامرحلة تخصص بهدف الرفع من مستوى التكوين الاساسي للطلبة ولايجاد نوع من تكافؤ الفرص بين الشبان اثناء اختيار وممارسة المهن. ومن بين المقترحات الاخرى التي يقدمها التكتل لاصلاح المنظومة الجامعية،احداث مرصد وطني مستقل توكل اليه مهمة تقييم مردودية التعليم العالي، ومراجعة مسارات البحث العلمي من خلال اعتماد اجندا وطنية تضبط اولويات البلاد وانتظاراتها. وتعرض المتدخلون في المائدة المستديرة بالخصوص الى الوضع الراهن لقطاع التعليم والحاجة الملحة لاجراء الاصلاحات والتعديلات اللازمة خصوصا في ظل التراجع الكبير لمستوى المتخرجين. وشدد الحاضرون كذلك على ضرورة الملاءمة بين الجامعة وحاجيات سوق الشغل، مطالبين بالابتعاد ما أمكن عن استيراد التجارب الاجنبية في هذا المجال.