جندوبة /وات، تحرير خديجة البوسالمي/- تحتاج مناطق الشريط الحدودي في ولاية جندوبة إلى مجهودات إضافية لتجاوز الصعوبات العديدة التي تشهدها على أكثر من مستوى وخاصة في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتشغيل وتحسين ظروف عيش المتساكنين. وتعاني هذه المناطق التي تمتد على مساحات جبلية وغابية شاسعة من هشاشة البنية الأساسية وتعرضها باستمرار إلى الانزلاقات بحكم طبيعة المنطقة وصعوبة المناخ وغزارة الأمطار في فصل الشتاء. ويمسح الشريط الحدودي بولاية جندوبة 1800 كلم مربعا ويضم معتمديات غار الدماءوفرنانةوعين دراهم وطبرقة أي ما يمثل 58 بالمائة من المساحة الجملية للجهة، ويسكنه حوالي 214 ألف شخص أي ما يقارب 49 فاصل 5 بالمائة من سكان الولاية. ويشكو متساكنو هذه المناطق من تواضع الاستثمارات الفلاحية والصناعية رغم الامكانات الهامة المتوفرة وتواجد الجمعيات التنموية إلى جانب صعوبة استغلال الثروات الغابية بسبب عدم ملائمة التشريعات المنظمة لهذا القطاع من ذلك تواصل العمل إلى اليوم بطريقة بيع لزمات الاستغلال في شكل بتات مجمعة وبضمانات مرتفعة. ومن مشاكل منظومة الإنتاج الفلاحي في تجمعات الشريط الحدودي، تواضع مردودية قطاع تربية الماشية والتخلي التدريجي عن تجربة الحدائق العائلية وتدني وضع المناطق السقوية ومستوى التكثيف بها. وتفتقر هذه المناطق التي يرتفع فيها عدد المعوقين والعائلات المعوزة إلى المرافق الأساسية في مجالات الصحة والتعليم مما أدى إلى تفاقم ظاهرة النزوح. ويأمل المتساكنون ان تلقى مناطقهم خلال المرحلة القادمة العناية التي هي بها جديرة بهدف مزيد النهوض بها وتحفيز نسق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها وتفعيل مساهمتها فى الدورة الاقتصادية الوطنية. ويؤكدون بالخصوص على ضرورة مضاعفة جهود تهيئة وتعهد المسالك الفلاحية وشبكة الطرقات المحلية والجهوية بما يتيح تيسير ربط مختلف مناطق الشريط الحدودي مع مركز الولاية بالإضافة إلى إيجاد الحلول الملائمة لظاهرة الانجرافات الأرضية وتأثيراتها على الأراضي الفلاحية والمنشات العمومية والتجمعات السكنية. كما يطالبون بتدعيم مقومات التنمية في المجال الفلاحي والغابي من خلال التوسع في بعض الغراسات والنهوض بقطاع تربية الماشية ومساعدة صغار الفلاحين على حسن استغلال الموارد الغابية والتشجيع على بعث وحدات صناعية فى مجال تقطير الزيوت الروحية وتحويل الخشب. واعتبارا لارتفاع عدد العاطلين في هذه المناطق حيث تفوق نسبة البطالة ببعض القرى 25 بالمائة فان الضرورة تقتضى مضاعفة الجهود لإحداث مواطن الشغل الجديدة وإدماج الشباب في الحياة المهنية. وفى هذا الإطار تعكف السلطة الجهوية بولاية جندوبة على إعداد دراسات فنية حول ثلاثة مشاريع كبرى تستهدف تنمية الشريط الحدودي وتحسين ظروف العيش لمتساكني المناطق الغابية والحد من البطالة. ويتمثل المشروع الأول في إحداث مراعى قارة ومدخرات علفية وتنمية الأحراش الغابية على مساحة3670 هك بمعتمديات عين دراهموغار الدماءوفرنانة وطبرقة إلى جانب صيانة الطرائد النارية على طول 1600 كلم. ويهدف المشروع الثاني الى تزويد مناطق الصرية والبياضة والدلهومية من معتمدية غار الدماء بالماء الصالح للشراب لفائدة حوالي 700 عائلة. ويخص المشروع الثالث ترميم وتعصير منظومة بربرة للماء الصالح للشراب وإحالة التصرف فيها إلى الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بعد استحالة التصرف فيها عن طريق مجامع التنمية نظرا لصعوبة هذه المناطق من حيث طول الشبكة/95 كلم/ وتعدد محطات الضخ وكثرة تجهيزاتها الهيدروميكانيكية. وسينتفع بهذه المنظومة حوالي 2512 عائلة في مناطق أولاد ضيف الله والجواودة والبطاحة والمعاليم بمعتمديتي فرنانةوعين دراهم.