صفاقس (وات)- "أي دفع جديد للتنمية في جهة صفاقس في تونس ما بعد الثورة" ذلك هو شعار تظاهرة انطلقت فعالياتها يوم الجمعة في صفاقس بمشاركة ثلة من الجامعيين والباحثين والخبراء الاقتصاديين. ويتطلع المشاركون في التظاهرة إلى إرساء نظرة تنموية شاملة جديدة تقطع مع الماضي وتكرس الاهتمام بالمناطق والقرى المحيطة بصفاقس الكبرى والجهات المجاورة مع الأخذ في الاعتبار إمكانيات هذه الجهات وفرص التكامل بينها وتجسيم مفهوم الشراكة الفاعلة بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية ومكونات المجتمع المدني في كنف الوفاق والتعاون البناء. وأكد السيد محمد الفريخة رئيس لجنة تنظيم التظاهرة ان التحديات التي تعيشها تونس حاليا تتطلب بلورة حلول عاجلة ومبادرات جريئة من الخواص والدولة في مجالات التنمية والتشغيل مبينا ان إحداث الشركة الجديدة للنقل الجوي "سيفاكس للخطوط الجوية" مؤخرا يعد أفضل مثال يجسم هذا التوجه. وبين الخبير الاقتصادي منصور معلى ان السبيل الوحيد لمجابهة تحدي البطالة يتمثل في دفع الاستثمار الخاص ورفع نسبة النمو الاقتصادي الذي يمر عبر سلسلة من الإجراءات والحلول التي من بينها ربط الامتيازات الجبائية المخولة للمؤسسات حسب درجة انخراطها في مجهود التشغيل. وتم خلال الندوة استعراض نتائج عمل لجنة التفكير الأولى المتعلقة بمحور "التهيئة والتعمير" والتي أكدت على ان من بين شروط الارتقاء بصفاقس إلى قطب حضاري ذي أبعاد متوسطية إيجاد حلول لاستكمال مشروع تبرورة ولا سيما عبر فتح مجموعة من المنافذ والطرقات التي تخول الدخول الى منطقة المشروع الممتد على مساحة 420 هكتارا واعادة استغلال شواطئ وسواحل المنطقة امام الانشطة الترفيهية والاقتصادية غير الملوثة. كما قدم مكتب دراسات أجنبي تصورا لمشروع يقترح تحويل مدينة صفاقس إلى مدينة متوسطية تحت اسم "ماديتارابوليس" ضمن شبكة مدن تجمعها خصائص حضارية ومعمارية مشتركة مشيرا إلى إمكانية جلب مستثمرين أجانب لتمويل القسط الثاني من مشروع تبرورة المتعلق بانجاز مشاريع سياحية ومعمارية وبيئية مختلفة بقيمة استثمارية قد تصل إلى 450 مليون يورو. وأكد السيد محمد رضا فارس وزير التجهيز بالمناسبة ان ما ستفضي إليه أشغال التظاهرة من مشاريع في عديد المجالات التنموية وفي مقدمتها مشروع تبرورة يمكن ان تكون منطلقا لتجاوز النقائص الموجودة في المخططات التنموية السابقة, وإدراجها ضمن جلسة وزارية تتولى دراسة إمكانيات انجازها بجدية. وتحدث الوزير عن نمط تنموي جديد يقوم على إعادة تقسيم البلاد إلى خمسة مناطق اقتصادية تجمع بينها مشاغل تنموية مشتركة وتقوم على تثمين امكانيات طبيعية واقتصادية خاصة بها. ويشارك في تنظيم الملتقى الذي يقام في إطار شهر التشغيل والتنمية الجهوية وزارتي التكوين المهني والتشغيل والتنمية الجهوية بالإضافة إلى مجموعة من الأطراف التنموية بالجهة (جمعية البحوث للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بصفاقس والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة وغرفة الصناعة والتجارة لصفاقس والمعهد العالي للتصرف الصناعي).