تونس (وات) - مثل موضوع "حرية اللباس وحرية المعتقد بعد ثورة 14 جانفي" محور المنتدى الذي نظمته منظمة حرية وانصاف عشية يوم الاربعاء بدار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة وخصص لمناقشة ظاهرة "النقاب" ومدى قبول المجتمع التونسي بها. وبين استاذ التفكير الاسلامي، البحري العرفاوي، في مداخلة حول الموضوع انه لا يمكن طرح هذه المسالة للنقاش من الناحية الفقهية او التشريعية بل من منطلق الحرية الشخصية وحرية اللباس التي كفلتها كل الشرائع السماوية والوضعية موءكدا ضرورة فتح حوار داخل المجتمع التونسي حول هذه المسألة باعتبار ذلك السبيل ل"ترسخ هذه الظاهرة أو زوالها". وتطرق الباحث في قسم الحضارة العربية وعضو منظمة العفو الدولية سامي براهم الى ظاهرة النقاب في علاقتها بالتحصيل العلمي حيث لاحظ ان ارتداء النقاب" يعطل العملية التربوية بين الباث والمتقبل "باعتباره يمنع الاستاذ من معرفة مدى تقبل المتلقية للمعلومات. وأشار إلى أن النقاب فيه "تعد على الحرية الشخصية للاخرين" وفيه أيضا "إساءة للاسلام وللمراة" وانه "لا يوجد له مرجع في التشريع الاسلامي" مضيفا ان الاسلام قد اسس الكون على مبدأ التعارف. من ناحيته أوضح الباحث في الانتروبولوجيا الثقافية الامين البوعزيزي انه لا يمكن طرح مسالة الحرية الفردية الا ضمن الحرية الجماعية وان طريقة اللباس تنتظم داخل فضاء عام نظمته التشريعات الوضعية. وبين ان "النقاب هو من بقايا انماط عيش قديمة". وفي نفس السياق اشار ممثل "لجنة الدفاع عن المحجبات" زياد بومخلة ان النقاب ظاهرة جديدة على المجتمع التونسي مؤكدا على "أهمية التعامل معها كظاهرة اجتماعية وليس كموقف سياسي يؤدي الى عودة الممارسات القمعية للنظام السابق".