تونس (وات) - شهد الفريق العربي لملاحظة انتخابات المجلس الوطني التاسيسي خلال ندوة صحفية انعقدت عشية الاثنين بنجاح الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وكذلك الهيئات الفرعية التابعة لها في تنظيم انتخابات الملجس الوطني التاسيسي. كما اكدوا لدى تقديم التقرير الاولى المتعلق بملاحظة انتخابات يوم 23 اكتوبر الجاري ان الهيئة التزمت الحياد وتوفقت في توفير كل الامكانيات لانجاح العملية الانتخابية. الا ان الفريق العربي، لاحظ عدم توفق الهيئة في امتلاك الأدوات التنفيذية الكافية للتغلب على الخروقات الموجودة بمحيط مراكز الاقتراع، فضلا عن النقص في دربة وخبرة أعوان مكاتب الاقتراع . وتضمن تقرير الخبراء العرب ايضا ملاحظات تعلقت بارتفاع نسبة الأمية في بعض مناطق الجمهورية التونسية مما أثر سلبا، حسب رايهم، على أداء الناخبين بالاضافة الى التفاوت الحاصل في توزيع عدد الناخبين بين مكاتب الاقتراع مما ادى إلى حرمان البعض من التصويت بسبب الازدحام والطوابير. ويرى الفريق أن إضافة بعض الاجراءات أو تعديلها من شأنه أن يطور العملية الانتخابية ويعالج مختلف الخروقات المسجلة ويعزز التجربة التونسية في العمل الديمقراطي. واوصى الخبراء العرب بان تتحول الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الى هيكل دائم ضمن اطار تشريعي واضح وتسخير الأدوات التنفيذية والتشريعية الكافية لتمكينها من مباشرة مهامها بأكثر فاعلية. كما دعوا الى ايجاد صيغ جديدة وسن اجراءات اخرى من شانها ان تسهم في تعزيز نزاهة العملية الانتخابية، اضافة الى وضع التشريعات والأدوات التنفيذية اللازمة للحد من الدعاية الانتخابية في محيط مراكز الاقتراع. واوصى الملاحظون العرب كذلك بتنظيم حملات لتثقيف الناخبين حول اجراءات العملية الانتخابية وبالعمل على توعية الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني باهمية المشاركة في تعزيز آليات المراقبة، اضافة الى مزيد تفعيل دور وسائل الاعلام في العملية الانتخابية. واشار رئيس مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية محسن مرزوق بالمناسبة الى "نجاح العملية الانتخابية ليوم 23 اكتوبر من حيث حرية الاقتراع في انتظار تأكيد نزاهتها" كما قال. الا انه اكد على ضرورة احترام قواعد اللعبة الديمقراطية والقبول بنتائج صندوق الاقتراع مهما كانت. وقال في هذا الصدد ان الشعب التونسي وضع قدمه على بداية طريق الديمقراطية، وانه اجتاز بنجاح الامتحان الاول، في انتظار المواعيد السياسية المقبلة واولها الانتخابات القادمة المنتظر تنظيمها في غضون سنة. وأشار الى ان ظروفا عديدة حفت باعداد هذه الانتخابات وكانت وراء بعض الهنات المسجلة، موضحا ان التقرير النهائي للفريق العربي لملاحظة الانتخابات سيرفع مباشرة الى رئيس المجلس الوطني التاسيسي في حدود ثلاثة اسابيع على اقصى تقدير. ويتكون الفريق العربي لملاحظة انتخابات المجلس الوطني التاسيسي من 16 مراقبا من مصر والبحرين وفلسطين والاردن والسودان و ولبنان والمغرب. ويحمل اعضاء هذا الفريق بطاقات اعتماد كمراقبين دوليين وينتمون الى الشبكة العربية لمراقبة الانتخابات.