بن عروس (وات)- في أول يوم من افتتاح نقطة بيع الأضاحي الحية بالميزان التابعة لشركة اللحوم بالوردية تبدأ رحلة معاناة الكثير من المواطنين في البحث عن كبش العيد. محمد الصالح الفطناسي متقاعد هو احد هؤلاء قام باكرا مصحوبا بابنه مجدي الطالب في العقد الثاني من عمره وقصد فضاء البيع التابع لشركة اللحوم ممنيا النفس بالعثور على ضالته وهاله ما رآه عند وصوله من ازدحام يوحي بان كثيرين سبقوه الى المكان منذ انبلاج نور الصباح. نفس الشئ اكده رضا الفرشيشي موظف بشركة خاصة تمكن من شراء كبش من نوع "الغربي" وهو يجهد نفسه لجره إلى الخارج حيث أوقف سيارته على حافة طريق اصبح نسق حركة المرور فيه بطيئا ومثيرا للاعصاب نتيجة وقوف السيارات على جانبيه على امتداد مسافة حوالي كلم، اضافة الى كثافة عبور وسائل نقل متعددة في الاتجاهين رغم مجهودات شرطي المرور لتنظيمها وتسريعها. دلف محمد الصالح في رحلة بحثه عن كبش العيد الى فضاء اول مصنف يباع فيه الخرفان التي تزن ما بين 30 و 35 كلغ وحدد سعرها ب160 دينارا فلم يجد ضالته فيه بينما تحول ابنه الى فضاء مصنف آخر خلا من الخرفان التي حدد سعر بيعها بمائتي دينار بعد ان بيعت على اخرها. ولم يبق له الا ان يتجه الى فضاء ثالث غير مصنف تتم فيه عملية البيع بالميزان لكنه اصطدم بندرة المعروض فرجع ادراجه من حيث اتى عاقدا العزم على العودة غدا لعله يظفر بما يبحث عنه. وحال محمد الصالح كحال الكثيرين من بين الذين ليست لهم دراية بالماشية والاغنام وهم لا يرتادون البطحاء او الرحبة التي تعرض فيها الخرفان والاكباش للبيع بالرأس خشية الوقوع فريسة لعملية غش او تحيل تفضي الى دفع ثمن لا يضاهي قيمة الاضحية. هذه الملاحظات التي عاينها مراسل وات ببن عروس بمختلف فضاءات البيع رفعها الى الناصر الوسلاتي الرئيس المدير العام لشركة اللحوم الذي بين انه تم في اليوم الاول من انطلاق البيع "ضخ" 800 رأس غنم مشيرا إلى ان أسعار الصنفين من الخرفان التي تعرضها مؤسسته للبيع تباع في فضاءات تجارية كبرى باسعار اكثر ارتفاعا. واوضخ انه وقع هذه السنة اعتماد البيع المصنف ربحا للوقت وللتخفيف من عناء الحريف وتجنيبه طول الانتظار الذي يتطلبه وزن الاضاحي واعداد الفاتورة ودفع ثمن الشراء، مشيرا الى انه تم كتجربة اولى اختصار العملية في صنفين للبيع وما على الشاري الا ان يحدد اختياره. وقال ان هدف الشركة ليس الربح بقدر ما هو التدخل لتعديل السوق كلما اختل التوازن بين العرض والطلب. وعن سؤال حول اقتصار عملية البيع في الشركة على ثلاثة ايام" الخميس والجمعة والسبت"، اوضح ان الاحصائيات والمعطيات المتوفرة تشير الى ان العرض في الايام الاخيرة فاق الطلب حيث لم يكن هناك اقبال على الاضاحي في البطاح المنتشرة في جميع انحاء البلاد خاصة بسبب سوء العوامل الجوية، وتبين ان الطلب في ولاية تونس الكبرى عادة ما يتكثف في الايام الاخيرة التي تسبق يوم العيد وهو ما دفع بسلطة الاشراف الى اقرار البيع على امتداد ثلاثة ايام. كما اوضح ان ميزة التعامل مع الشركة هو ضمان أضاح خالية من أي عيوب ظاهرة ومطابقة للمواصفات الصحية وارجاع ثمن البيع للمشتري اذا ما تبين وجود عيب خفي فيما اشتراه. واعلن الرئيس المدير العام لشركة اللحوم من جهة اخرى ان مؤسسته برمجت تسويق حوالي 1600 رأس غنم في اليومين القادمين.