تونس ( وات )- دعا الاستاذ بكلية الاداب والفنون والانسانيات بمنوبة عبد اللطيف الحناشي إرساء حوار علمي معمق يمكن من صياغة رؤية جديدة لتاريخ الحركة الوطنية، ويخلص الكتابات والمؤلفات من عدة مصطلحات متأتية في غالبيتها من تقارير البوليس السياسي الفرنسي ومن محاكمات المستعمر ومن الارشيف الفرنسي. وقال في مداخلته في اليوم الدراسي حول//مائوية انتفاضة الجلاز : الاسباب والتداعيات الوطنية والمغاربية//الذي نظمته جمعية البحوث والدراسات لاتحاد المغرب العربي اليوم الاربعاء بمقر الارشيف الوطني بالعاصمة //لقد آن الاوان لكي تطرح النخبة التونسية قضية مطالبة فرنسا بالاعتذار للشعب التونسي على ما ارتكبته في حقه خلال فترة الاستعمار//. وتناول العميد السابق لكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس علي المحجوبي بالتحليل ابعاد انتفاضة الجلاز موضحا ان البعد الأول وطني ديني فهي اول انتفاضة تندلع خلال الفترة الاستعمارية احتجاجا على تفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين التونسيين والفرنسيين وكان سببها المباشر تعمد ادارة المستعمر تسجيل مقبرة الجلاز التي تضم مقام "سيدي بلحسن الشاذلي" وما يحمله من رمزية لدى التونسيين وخاصة الطريقة الشاذلية، اما البعد الثاني فهو مغاربي تجسمت خلاله متانة العلاقات بين بلدان المغرب العربي التي تضامنت مع بعضها في كفاحها ضد المستعمر. ومن جهته لاحظ مدير المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية فوزي محفوظ أن احداث الجلاز مثلها مثل ثورة 14 جانفي جسدت وقوف الشعب التونسي في وجه التلاعب الاداري والعقاري. واثار الاستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة المنار عبد المجيد العبدلي مفهوم الحماية والاحتلال ونظرة القانون الدولي لهما مشيرا إلى ان ما ارتكبه الاحتلال من جرائم قتل واعدام في حق الشعوب المستعمرة في تلك الفترة يعتبر اليوم في القانون الدولي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وهي جرائم لا تسقط بمرور الزمن بل يمكن المطالبة بمحاكمة مرتكبيها واحتضن بهو مقر الارشيف الوطني بالمناسبة معرضا وثائقيا تضمن صورا ووثائق حول احداث الجلاز و تاريخ الحركة الوطنية.