تونس (وات)- شكل موضوع الادب المعاصر الناطق بالاسبانية محور الجلسة الأدبية التي انتظمت صباح اليوم الخميس بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون /بيت الحكمة/ بضاحية قرطاج لتقديم كتاب "اطلالات على الأدب المعاصر الناطق باللغة الاسبانية (1898-2008)" وذلك بحضور جامعيين مختصين في اللغة الاسبانية من تونسواسبانيا. وبين السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة لدى افتتاحه هذه الجلسة ان هذا اللقاء يتجاوز مجرد تقديم كتاب ليشكل مساحة جديدة لحوار الحضارات وذلك عبر النص الابداعي المتجدد "باعتبار ان الثراء الحضاري وان كان يستند الى تراكمات الموروث التاريخي فهو لن يبلغ مداه الا بالتحرر من قيود الماضي دون القطع معه". وأوضح أن العملية الابداعية لا تمارس بالتقوقع والانكماش والهروب الى الخلف وانما بروح التجاوز والابتكار والتجديد والانخراط في المشهد الحضاري من بوابة الاضافة والتفرد وأفاد ان مثل هذه اللقاءات التونسية الاسبانية من شأنها ان تعمق أواصر التقارب بين المبدعين الاسبان والتونسيين مما يساهم في اعادة صياغة رؤية جدية للحوار بين الحضارات في اطار منظومة للعولمة تدمج ولا تقصي وتقرب ولا تباعد في منأى عن كل أشكال "التمركز المعكوس" و"الحمائية الوهمية" و"الخوف من الآخر" . ومن جهته أبرز السيد انريكي كوندي القنصل والملحق الثقافي لسفارة اسبانيا عراقة تاريخ العلاقات التونسية الاسبانية مشيرا الى ان التعاون والتلاقح الثقافي بين تونسواسبانيا يعود الى العصر القرطاجني مرورا بالعهد الاندلسي الذي اتسم بالتمازج بين ثقافات ضفتي المتوسط وفي نفس السياق بينت الاستاذة رجاء ياسين البحري التي اشرفت على اعداد الكتاب، مساهمة تونس الفعالة في الاشعاع الحضاري في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط مشيرة الى ان بناء اي مشروع للتعاون بين تونسواسبانيا ينبغي ان يقوم على قيم التفاهم والتواصل والتعايش في كنف الاحترام المتبادل وتجنب التعصب الفكري والتطرف والعنف. ويتضمن كتاب "اطلالات على الادب المعاصر الناطق بالاسبانية (1898-2008) وهو انطولوجيا باللغة العربية في جزءين مختارات مترجمة الى العربية من الادب الاسباني المتنوع المشارب والاهتمامات والاجناس التعبيرية وذلك في الفترة بين نهاية القرن 19 وبداية القرن 21 . ويضم الجزء الاول من الكتاب الذي قام بترجمته كل من الجامعيين عبد الهادي سعدون من العراق وميمونة حشاد خبو من تونس منتخبات من قصائد لشعراء اسبان بارزين في الفترة بين 1898و2008 اما الجزء الثاني الذي تولى ترجمته محمد العويني، فقد خصص للنثر لاسيما القصة والمسرح.