أريانة (وات)-نظمت جامعة أريانة للحزب الديمقراطي التقدمي يوم السبت تظاهرة ثقافية قدم خلالها عدد من المبدعين في مجالات فنية وثقافية مختلفة مداخلات حول ماهية الإبداع في زمن الثورات والدور الذي يمكن أن يلعبه المبدع في فترة ما بعد الثورة. وألقى عضو المكتب السياسي للتقدمي ماهر حنين محاضرة ضمنها بالخصوص الواقع الجديد للثقافة والإبداع الذي أفرزته الثورة التونسية ومثلت منطلقا للمبدع في شتى مجالات الفن والثقافة ليعبر بكل حرية عن القيم الإنسانية والكونية من منظور الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن شانه في ذلك شان السياسي. وأشار إلى القطيعة التي كانت سائدة بين المبدع ومجتمعه جراء أساليب التهميش والإقصاء التي كانت تمارس على أصحاب الأفكار الخلاقة وخنقت لديهم حرية الفكر والأدب للتعبير عن الراهن الاجتماعي والثقافي بدون خوف مثلما كبلت العقول وأسست لثقافة السطحية واللامبالاة. وتناولت النقاشات العديد من المسائل ذات الصلة بدور المثقف في فترة الانتقال الديمقراطي والجدلية القائمة اليوم بين الإبداع والثورات العربية على اعتبار أن الثورة التونسية عكست واقعا فكريا متجددا خاصة ان المبدع في حاجة الى الثراء والتنوع المجتمعي القائم بين الفئات والجهات لتقديم البديل على مستوى الرؤية الفنية والنظرة الشمولية للسائد في ظل التحرر الفكري والانعتاق الفني المأمول. وقد تباينت الأفكار والطروحات بشأن التهديدات القائمة حول إمكانية الحد من الحريات الفكرية والأكاديمية حيث أكد الحضور على أهمية إيجاد صيغ توافقية تؤسس لإبداع حر ومسؤول. وانتظم على هامش هاته التظاهرة معرضا للكتاب تضمن تأليف مختلفة حول الثورة التونسية والطروحات الفكرية السائدة على المستوى الوطني والدولي وذلك تحت عنوان /لا رقابة..لا قيود/ و يتواصل إلى غاية 29 ديسمبر الجاري.