الحمامات (وات) - التاسيس لشراكة ثلاثية استراتيجية بين تونس وتركيا وليبيا تقوم على الاستفادة بما يتوفر في كل بلد من ميزات تخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستديمة هو اهم ما برز خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى المشترك التونسي التركي الليبي الذي انطلق، الخميس بالحمامات الجنوبية. وينعقد الملتقى الذي يتواصل على مدى يومين ببادرة من جمعية "نماء تونس" بالتعاون مع الجمعية التركية العربية بمشاركة 500 رجل اعمال. ويرنو هذا الملتقى الى تامين فرصة الانتقال، ولا سيما في تونس وليبيا، من الفعل الثوري الى مرحلة البناء والتنمية والارتقاء بالعلاقات بين البلدان الثلاث من التبادل التقليدي الى الشراكة الحقيقية عبر الاستفادة من الموقع الجغرافي لتركيا كبوابة نحو اسيا ومن تونس وليبيا باعتبارهما بوابة نحو افريقيا. واكد المتدخلون ضرورة ان يتحول الملتقى الى تظاهرة قارة في تونس تحت اسم "المنتدى التونسي التركي الليبي للتعاون" من اجل ضمان استمرارية التعاون الثلاثي ودفعه اكثر خدمة للتنمية المشتركة. وبين رئيس جمعية "نماء تونس" محمد كشلاف في تصريح ل(وات)، ان هذه التظاهرة تعد فرصة "لخلق مناخ من الثقة بين رجال الاعمال وفسح المجال امام الجمعيات لتساهم في خدمة البلاد عبر دفع الاستثمار وتطوير اليات الشراكة بما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمساهمة في ايجاد الحلول لمعضلة البطالة". واوضح رئيس الجمعية التركية العربية محمد العادل، في تصريح ل(وات) حول سبل تجسيم الارادة المشتركة للبلدان الثلاث في مشاريع فعلية، الى ان "الملتقى، الذي جاء بمبادرة مدنية جمعياتية، ينتظم بعد ان تم تحديد مجموعة من الاولويات للشراكة على اساس دراسات وجلسات مشتركة بين الخبراء. وتهم هذه الاولويات خاصة الفلاحة وتقنياتها والسياحة وتطوير توافد السياح وادارة المنشات السياحية بالاضافة الى المقاولات والطاقة". واكد ثقته بان "اللقاءات الثنائية والثلاثية ستتيح ارساء اليات للعمل المشترك والتعاون بين رجال الاعمال في اطار شبكات تمكن من تطوير تبادل المعلومات". وابرز سادي سورانكوك، رئيس غرفة الصناعة بولاية "ادنة" التركية "الحاجة التي تطوير علاقات الشراكة بين تركيا وتونس وليبيا بالنظر الى الامكانيات الهامة المتاحة من اجل مزيد الانفتاح على اسيا عبر البوابة التركية وعلى افريقيا عبر البوابة التونسية والليبية. واكد سفير ليبيا بتونس جمال جرناز، "الحاجة الى خلق الاليات اللازمة لتفعيل التعاون وخاصة عبر بعث مراكز اعمال مشتركة في تونس وليبيا بالنظر الى حاجة ليبيا الى الكفاءات الفنية والاقتصادية". واكد الوزير المعتمد لدى الوزير الاول مكلف بالملف الاقتصادي، رضا السعيدي، ان الحكومة تسعى الى توسيع الشراكات الاقتصادية وتنويعها سواء مع الشركاء الاقتصاديين التقليديين او بالانفتاح على بقية الدول. وقال إن "ليبيا تمثل عمقا استراتيجيا لتونس" بما يؤكد الحاجة الى مزيد دفع التعاون والشراكة ولا سيما في مجالات البناء من اجل اعادة اعمار ليبيا واعادة تشغيل المؤسسات بها فضلا عن بعث المؤسسات الجديدة وتطوير القطاع السياحي وتعزيز التعاون في المجالات الادارية والامنية". ولاحظ ان ما تتميز به تركيا من نمو متسارع لاقتصادها وما يتوفر فيها من خبرات في عديد الميادين يطرح امام البلدان الثلاث فرصا كبيرة للتعاون الاستراتيجي المربح لكل هذه البلدان.