تونس 7 جانفي 2010 (وات) أبرز السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي ما اكتسبه التجمع من تقاليد راسخة في ميادين التكوين السياسي الذى ارتقى به الرئيس زين العابدين بن علي الى مرتبة منظومة متكاملة الابعاد ومترابطة المكونات ترمي الى اعداد أجيال مناضلة على جميع الاصعدة في سبيل دفع تقدم البلاد على درب التطور والمناعة والرخاء. وأكد الامين العام لدى اشرافه يوم الاربعاء بدار التجمع على فعاليات الندوة الوطنية للمشرفين على برنامج تكوين الاطارات العليا بلجان التنسيق الدور الجوهرى الذى تضطلع به اطارات التجمع وكفاءاته في تعميق الوعي بأبعاد المشروع الحضارى للتغيير والتحفيز على الاسهام المكثف في تجسيم برامجه المتلاحقة ورسم الافاق الواعدة للانخراط في المسارات الاكثر تطورا للعصر الراهن. وبين أن ما يميز برامج التكوين السياسي صلب التجمع من تنوع وتفاعل متجدد مع خصوصيات كل مرحلة ومع متطلبات تطور الرسالة النضالية لهذا الحزب الريادى يجعلها هذه السنة متمحورة بالاساس حول مضامين وتوجهات البرنامج الرئاسي للخماسية المقبلة وما يقتضيه من توسيع دائرة الالمام بتوجهاته وتطلعاته فضلا عن تقاسم جهود انجازه وبلورة السبل الكفيلة بانجاحه على النحو المنشود. وأوضح السيد محمد الغرياني أن التقدم المطرد للبلاد مرتبط في البرنامج المستقبلي الجديد لتونس التحدى بالقدرة على التوظيف الامثل للتكنولوجيات الحديثة والتحكم في المستجدات والملاءمة بين الطاقات المنتجة والاختصاصات الواعدة مشددا على أهمية الاستثمار في الصيغ الجديدة للنضال التي يمليها التطور التقني باعتباره المقوم الحديث للظفر برهان المنافسة السياسية في مشهد ديمقراطي وتعددى حقيقي بالبلاد. ولاحظ أن الروح الوطنية العالية تشكل اليوم أفضل ضمان لرفع نسق التحديث والازدهار الى أعلى درجاته وتحقيق هدف تونس الرئيسي في اللحاق بمصاف الدول الاكثر تقدما. وتطرق الامين العام الى الوظائف الجديدة للتجمع في مرحلة التحدى فأبرز طلائعية المهام الوطنية الموكولة للاطارات التجمعية في كل المواقع والقطاعات لاسيما في مجال اثراء عمل مختلف مكونات المجتمع المدني ووضعها على الطريق الصحيح للنضال موءكدا أن النشاط التكويني لهذه النخب أثبت نجاعته في ادراك أهدافه بفضل ما ينطوى عليه من قيم التطوع والالتزام والعطاء المتواصل للوطن. وبين السيد محمد الغرياني ان التجمع الذى يتمتع بحضور نوعي بارز في سائر الاوساط الاجتماعية يعمل بحرص خاص من الرئيس زين العابدين بن علي على تأمين انتقال تجربته الطويلة وخبراته بين كافة الاجيال التجمعية المتعاقبة وعلى دعم الخصال الفضلى للمناضل التجمعي بصورة عامة وما يتميز به من فهم سليم للاحداث واطلاع واسع ولصيق بالواقع. ولدى حديثه عن خصائص التكوين السياسي بالتجمع ولاولويات التي يحتاجها النشاط التكويني خلال الفترة القادمة أوضح الامين العام أن خدمة الوطن من منظور تجمعي تقوم على الالتزام برؤية واضحة ومتبصرة وعلى ربط المفاهيم والافكار بالواقع وبمتطلبات النضال الحديث مبرزا الطابع الشمولى للعمل التجمعي وما يقتضيه من احتكام الى الخيارات التنموية ومن نشر ثقافة سياسية تجمع ولا تفرق وتغذى كل ما هو مشترك بين التونسيين حيثما كانوا ومن جميع الحساسيات والمستويات العلمية والعمرية. وأكد الامين العام أن النشاط التكويني بقدر ما هو مبنى على التفاعل والحوار بين أبناء الحزب الواحد فانه يتيح أوسع افاق تبادل المعطيات والخبرات وتطوير مناهج الاستقطاب والتاطير والتاثير وتعميق قيم الوطنية ومبادىء التغيير. وأضاف أن هذا النشاط يشكل كذلك عامل اثراء للحياة السياسية وفضاء متطورا لاعداد الاجيال الصاعدة وتدريبها على خدمة البلاد والسهر على دعم تقدمها وصيانة مناعتها ومقومات استقلالهابهدف المحافظة على التماسك الوطني وما يقود اليه من استقرار وازدهار واشعاع. وكان السيد رياض سعادة مدير مركز الدراسات والتكوين بالتجمع أبرز في كلمة بالمناسبة تكامل برامج التكوين السياسي التي ترمي الى رفع القدرات القيادية للاطارات التجمعية وتطوير مؤهلاتها في الحوار والحجاج والتعاطي باقتدار مع مختلف المسائل والاطراف في المجتمع التونسي وخارجه. وقد شهدت الندوة تقييم محتويات ونتائج هذا البرنامج التكويني وتقديم تصورات ومقترحات لمزيد تطويره والارتقاء بدرجات جودته ونجاعة تدخلاته مع مختلف الفئات والاجيال المستهدفة.