تونس 22 أفريل 2010 (وات) - يمثل العمل الثقافي بكل أنواعه أرضية صلبة للعمل الجمعياتي الذي يعد خير أداة لحفز الهمم على الإنتاج والإبداع والتحلي بروح المبادرة والإقدام سيما وأن الثقافة قطاع حيوي له صلة وثيقة بكل القطاعات الأخرى وله تأثير مباشر في المسيرة التنموية بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الإطار تم تعزيز الجمعيات الثقافية التي تعد أكثر من 800 جمعية تضطلع بدور مهم في اتخاذ المبادرات الكفيلة ببعث المزيد من المشاريع والمهن الثقافية المجددة والواعدة خاصة وأن تونس تملك اليوم منظومة متكاملة من النصوص التي تشجع علي الاستثمار في كل القطاعات وتواكب ما فرضته السوق من تنافس شديد حول الإنتاج الثقافي بمختلف أنماطه وتعدد أشكاله. وتشارك هذه الجمعيات في تكثيف النشاط الثقافي وتنويعه وضمان لامركزيته من خلال تفتحها على التراث الفكري والموسيقى والسينمائي والمسرحي ومساندة مجهود الدولة والجمعيات المختصة في حمايته والتعريف به علي الصعيدين المحلي والدولي ومن بين هذه الهياكل جمعيات صيانة المدن والجمعية التونسية للنقد السينمائي وجمعية أحباء المكتبة والكتاب والجمعية التونسية للترفيه الأسري والجمعية التونسية للثقافة الرقمية والجمعية التونسية للمعالم والمواقع. وتحظى الجمعيات الثقافية على المستويين المركزي والجهوي بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث سواء في شكل منح قارة للجمعيات العريقة ذات النشاط المتواصل على غرار جمعية المعهد الرشيدي وجمعية قدماء الصادقية أو من خلال العروض المدعمة المدرجة في الأنشطة الثقافية للجمعيات. وقد كانت لهذه الجمعيات مساهمات قيمة في برامج "القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لسنة 2009" وفي برامج الاحتفال بمائوية ميلاد شاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابي ومائوية ميلاد الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ومائوية المسرح التونسي علاوة علي ما تسهم به هذه الجمعيات طوال السنة من تظاهرات اجتماعية وثقافية واقتصادية وعلمية وفنية عديدة تعبر عن روح اجتهادية ومضامين فكرية أصيلة ومستنيرة. وتضطلع الجمعيات الثقافية المختصة مثل جمعيات صيانة المدينة بدور هام في صيانة المواقع الاثرية والمعالم التاريخية ضمن رؤية استشرافية تستهدف توظيف التراث المادي واللامادي في خدمة السياحة الثقافية والتنمية الشاملة.