تونس (وات)- أكد رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي ان"النشاط السياحي يعد عاملا هاما لاستقرار الديمقراطيات، نظرا لارتباطه الوثيق بضمان الحريات الشخصية". وتحدث حمادي الجبالي الجمعة بقمرت (الضاحية الشمالية لتونس)، أمام ممثلي نحو 100 وكالة أسفار أجنبية تتعامل مع تونس وعدد من السفراء الأجانب إلى جانب ممثلي بعض وسائل الإعلام الأوروبية والجزائرية عن عزم حكومته "توفير الأمن لكي يستعيد النشاط السياحي نسقه العادي خلال هذه السنة". وبين خلال هذا اللقاء الذي نظمته وزارة السياحة، ان الحكومة "متفائلة بالقطاع السياحي رغم الصعوبات المطروحة التي يواجهها نظرا لتوفر البنية التحتية، والموارد البشرية ذات الكفاءة إضافة إلى عدم تسجيل أي حادث يذكر في القطاع رغم الأوضاع التي عاشتها تونس إبان الثورة". ولاحظ أن تونس " قطعت خطوة هامة على مسار الانتقال الديمقراطي من خلال انتخاب المجلس الوطني التأسيسي الذي سيضع دستورا يضمن الحريات الشخصية ويدعم أسس المواطنة للجميع ويرسي دعائم قضاء مستقل وإعلام حر". وأضاف الجبالي أن حكومته تسعى إلى "وضع مقومات التنمية ودفع القطاع الخاص ليلعب دوره الاقتصادي والاجتماعي من خلال دفع الاستثمار وفق رؤية شاملة تحتل السياحة ضمنها موقعا هاما". وأوضح انه سيتم العمل على إدخال إصلاحات على القطاع السياحي من ذلك الترفيع في ميزانية الترويج لإبراز وجهة تونس في الأسواق الخارجية. وأفاد في رده على سؤال (وات) حول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم السياحة التونسية ان "الاتحاد على يقين بان مصلحة تونس تمثل جزءا من مصلحة أوروبا بحكم وجود مصالح مشتركة وان التجربة التونسية في حاجة الى الدعم لان نجاحها سينعكس بصورة جيدة على كل المنطقة". وأكد وزير السياحة الياس الفخفاخ ان تراجع التوافد السياحي من السوق الأوروبية بشكل عام بنحو 44 بالمائة لكامل سنة 2011 اثر حتما على نشاط شركات الطيران ووكالات الاسفار الاجنبية المعنية بالوجهة التونسية. وبين ان أولوية برنامج الحكومة هو استعادة النسق العادي للنشاط السياحي في تونس وذلك عبر استتباب الأمن وانخراط الشركاء من وكالات الأسفار لتحقيق هذه الانتعاشة. واقر الفخفاخ بان النشاط السياحي في تونس، رغم مرور عقود على انطلاقه، لم يستفد من التطور الذي حققته السياحة العالمية (5 بالمائة سنويا) رغم توفر موروث طبيعي وحضاري وبنية تحتية وموارد بشرية متخصصة. وأكد ان القطاع يحتاج إلى إصلاحات هيكلية تتعلق بالتكوين وتصور جديد لعمليات التسويق وأساليبها التي تعتمد أكثر فأكثر على التكنولوجيات الحديثة للاتصال والإعلام، وتنويع العرض السياحي. وقال "سنسعى للاستفادة من التجارب الأخرى الناجحة في المجال السياحي وسنعمل على إدخال إصلاحات هيكلية بشكل سريع". وجرى هذا اللقاء بحضور وكالات الأسفار المرتبطة بالأسواق التقليدية لتونس (فرنسا وألمانيا وايطاليا...) إضافة إلى الوكالات المهتمة بالأسواق الواعدة على غرار روسيا وكندا. وحسب مصدر إعلامي بوزارة السياحة فان بوادر طيبة أعلنت عنها بعض الأسواق التقليدية على غرار فرنسا وألمانيا من خلال ارتفاع نسبة الحجوزات خلال الفترة القادمة. ويذكر ان توافد السياح الأوروبيين تراجع بنسبة 26 بالمائة خلال شهر جانفي 2012 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وبنسبة 1ر44 بالمائة لكامل سنة 2011 مقارنة بسنة 2010.