تونس (وات) - عقد وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام الذي يؤدي حاليا زيارة عمل إلى ألمانيا، جلسة يوم الاثنين بمقر اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية، جمعته بالمسؤولين الحكوميين المكلفين بقطاعي الاقتصاد والتعاون وممثلي كبرى الشركات الألمانية المهتمة بالاستثمار في تونس. وأكد الوزير على نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس من خلال تنظيم انتخابات المجلس التأسيسي وتكوين حكومة شرعية قال إنه "كان لها الأثر الكبير في إعادة الاستقرار السياسي والشروع في الإصلاحات المرجوة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد". كما عبر عن عميق ارتياحه للدعم الذي لاقته الثورة التونسية من قبل الحكومة الألمانية، مبرزا الحركية التي تتسم بها العلاقات التونسية الألمانية والآفاق المتاحة للارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية. ومن جهته أعرب مارتن فانسليبن المدير العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية عن تقديره لنجاح المسار الانتقالي في تونس وعن ثقته في مستقبلها، مؤكدا أن عديد الشركات الألمانية تنوي الاستثمار بتونس، لاسيما وأن "قطاع الأعمال في ألمانيا أبدى تفاعلا إيجابيا مع التطمينات التي عبرت عنها الحكومة التونسية في ما يتعلق بالخيارات الاقتصادية للبلاد". وأضاف أن الشركات الألمانية تلتزم بالمساهمة في مجهود تونس الرامي إلى توفير أكبر عدد ممكن من مواطن الشغل، مشيرا بالخصوص إلى شروع غرفة التجارة والصناعة التونسية الألمانية في تكوين عدد من الشبان التونسيين قصد إدماجهم صلب الشركات الألمانية المنتصبة بتونس وذلك في إطار تنفيذ إعلان النوايا الذي وقع عليه مؤخرا وزيرا خارجية البلدين باعتماد ألماني قدره 8 ملايين يورو. ومن ناحيته أكد ارنست بورغباخر كاتب الدولة الفدرالي المكلف بالسياحة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة أن الشراكة التونسية الألمانية المتصلة بالطاقات المتجددة تفتح آفاقا واعدة للتشغيل وللتنمية الجهوية بتونس، مفيدا أنه يعتزم القيام بزيارة عمل إلى تونس في مستهل شهر ماي المقبل على رأس وفد اقتصادي هام قصد التباحث مع ممثلي القطاع الخاص حول سبل تنفيذ عدد من مشاريع التنمية في الجهات ذات الأولوية. كما أبدى تفاؤله بخصوص الموسم السياحي للسنة الحالية في تونس، مشيرا إلى أنه "ينتظر أن يسجل عدد السياح الألمان إلى تونس ارتفاعا هاما". وقد تمحورت أهم المواضيع التي تم التطرق إليها أثناء النقاش، حول جهود الحكومة التونسية من أجل تذليل الصعوبات التي يتعرض لها عدد قليل من الشركات الألمانية في تونس، بسبب بعض التحركات الاجتماعية وأهمية تحسين نظام التكوين، بما يتلاءم وحاجيات سوق الشغل وآفاق الاندماج الاقتصادي بين الدول المغاربية. واقترح العديد من المشاركين إرساء تعاون ثلاثي بين تونسوألمانيا وليبيا وتنظيم ملتقى اقتصادي ثلاثي بمدينة جربة خلال السنة الحالية. وأعرب رفيق عبد السلام عن دعمه لمقترح إرساء تعاون ثلاثي، حاثا كل المتدخلين على الاستفادة من موقع تونس وما توفره من امتيازات وحوافز قصد النفاذ إلى السوق الليبية وبقية أسواق دول المنطقة.