تونس 10 جانفي 2010 /وات/ اختارت الهيئة العربية للمسرح ان تكون تونس ثالث بلد عربي يحتضن احتفالية اليوم العربي للمسرح لتشهد شوارع العاصمة مساء الأحد إقامة استعراض فرجوي تنشيطي أمنته فرق كرنفالية وبهلوانية وعرائسية تراثية أعطت من خلاله إشارة انطلاق هذا الاحتفال الذى اشرف عليه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وحضره عدد كبير من احباء الفن الرابع ورجالاته يتقدمهم رئيس واعضاء الهيئة المنظمة للاحتفال. وفي كلمة ألقاها من أعلى ركح المسرح البلدى نوه وزير الثقافة باختيار الهيئة تونس لتنظيم هذا اليوم في هذه السنة وذلك حرصا منها على الاسهام في الاحتفاء بمائوية المسرح التونسي وتكريم كاتب مسرحي تونسي يتولى كتابة /رسالة المسرحيين/ في هذا العام وهو الاستاذ عز الدين المدني وممثلة تونسية قديرة هي السيدة منى نور الدين وبتوجيهها تحية من خلال شخصيهما الى المسرحيين التونسيين تقديرا لما تميزت به مسيرتهم الابداعية. وأشار الى ان هذه الحركة النبيلة تتناغم مع القرار الحكيم الذى اتخذه الرئيس زين العابدين بن علي والمتمثل في الإذن بالاحتفاء بمرور مائة عام على صعود عدد من الممثلين التونسيين لاول مرة في تاريخ البلاد الحديث على الركح يوم 26 ماى 1909 للمشاركة في عرض مسرحي باللغة العربية صحبة ممثلين اتوا من المشرق. ولاحظ ان المسرح التونسي ظل خلال سنوات الاستقلال منبتا خصبا للمواهب والطاقات الابداعية التي جمعت بين الثقافة المسرحية الواسعة وعمق التمرس بفنون الركح والفرجة وروح البحث والابتكار مؤكدا ان هذا الفن يحظى اليوم بفائق العناية من قبل رئيس الدولة الذى ما انفك يتخذ الاجراءات التحفيزية لتطوير هياكله وتهيئة كل الظروف الموضوعية الملائمة لإنضاج التجربة الابداعية. وبين ان اقامة يوم المسرح العربي على هذا الركح بالذات الذى شهد روائع كثيرة قدمتها اسماء لامعة من تونس ومن عديد الاقطار العربية دليل جديد على ما يكنه الاشقاء العرب من تقدير للتجربة المسرحية التونسية وإبداعاتها. وألقى إثر ذلك الكاتب المسرحي الكويتي اسماعيل عبد الله أمين عام الهيئة المنظمة كلمة أفاد فيها بالخصوص ان تأسيس هذه الهيئة كان بمبادرة من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات حاكم الشارقة وذلك بهدف المساهمة الفاعلة في الارتقاء بالحركة المسرحية والعمل على تعزيز الجهود المبذولة للنهوض بالمسرح في الوطن العربي وحتى يكون اليوم العربي مناسبة للاحتفاء بأهل المسرح والاحتفال بإبداعاتهم وعرضها على الجمهور في مختلف البلدان العربية في موعد ثابت يوافق يوم 10 جانفي من كل سنة. وقدم الكاتب والأديب عز الدين المدني /بيان الفنان المسرحي/ الذي استعرض فيه مميزات الفعل المسرحي الذى اعتبره فن تنوير ومعرفة لانه لا ينفصل عن نسيج المجتمع وهو مندمج في حياة المدينة وفي تاريخها ومستقبلها. وفي إطار هذه الاحتفالية كرمت الهيئة العربية للمسرح سيدة المسرح التونسي الفنان منى نور الدين تقديرا لمسيرتها الفنية كما تم عرض شريط يوثق لهذه المسيرة الزاخرة بالعطاء والإبداع. وكي لا يكون يوم المسرح العربي دون مسرح تابع أحباء الفن الرابع في الإطار ذاته العرض الأول لمسرحية /مائة نجمة ونجمة/ للمخرج منير العرقي وهي عبارة عن جولة ركحية في تاريخ المسرح التونسي لاستحضار وتذكر المع النجمات المسرحيات التونسيات ممن تركن بصماتهن في الذاكرة الفنية والشعبية على غرار حبيبة مسيكة وفضيلة ختمي وشافية رشدي.