تونس (وات) - أكد رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، الأربعاء بمقر البرلمان الفدرالي الألماني "البوندستاغ" أن قوى التغيير في تونس تتقدم بالمرحلة الانتقالية التأسيسية بخطى ثابتة، حيث تمكنت خلال سنة من تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وتركيز المؤسسات الشرعية للدولة وسينطلق المجلس الوطني التأسيسي خلال الأسبوع المقبل في صياغة دستور جديد للبلاد يؤسس لجمهورية ثانية. كان ذلك خلال ندوة نظمتها الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني وحضرها أكثر من 300 مشارك من الشخصيات السياسية والإعلامية الألمانية والأوروبية والعربية وممثلون عن المجتمع المدني والمنظمات الدولية. وبين بن جعفر خلال افتتاح هذه الندوة أن جهود القوى الديمقراطية والمجتمع المدني في تونس ستتركز على أن يكون الدستور الجديد دستورا مرسخا لثوابت المجتمع التونسي ومكتسباته ومنفتحا على القيم الكونية للحرية والديمقراطية والمساواة تحقيقا لأهداف الثورة التونسية. واستعرض رئيس المجلس الوطني التأسيسي التحديات الكبرى التي تواجه تونس اليوم من تفاقم نسبة البطالة والتفاوت التنموي بين الجهات. وتوجه من منبر البرلمان الفدرالي الألماني بالدعوة إلى دول الاتحاد الأوروبي لرسكلة ديون تونس الخارجية مشيدا بالدور المتقدم الذي لعبته ألمانيا في هذا المجال حتى تنصب مجهودات الدولة على مشاريع الاستثمار داخل الجهات وتجاوز نسبة النمو السلبية التي تركتها سنة 2011. وقد أشاد الحاضرون في هذه الندوة بتجربة الانتقال الديمقراطي في تونس مؤكدين أن ما تم قطعه من خطوات يعد مطمئنا لما يتميز به من ثبات في الرؤية وهدوء في التغيير. وكان لرئيس المجلس الوطني التأسيسي خلال هذه الزيارة لقاء مع رئيس البرلمان الفدرالي الألماني. كما التقى عددا من المسؤولين البرلمانيين والحكوميين الألمان. وفي هذا الإطار كان لبن جعفر لقاء مع وزير الخارجية الألماني"غيدو واسترفال" الذي قال إن الحكومة الألمانية ستعمل ما بوسعها لمعاضدة جهود تونس في تأمين مسار انتقالها الديمقراطي مؤكدا الحرص على وضع برامج تعاون وشراكة عملية مع تونس من ذلك دعوة عدد من المعطلين عن العمل من حاملي الشهائد العليا لتلقي تكوين إضافي بألمانيا سيما في اختصاصات الهندسة والطاقات المتجددة والبديلة وتكنولوجيات المعلومات والاتصال. وأعلن رئيس الديبلوماسية الألمانية عن تحول وفد حكومي ألماني رفيع المستوى إلى تونس خلال الأيام القليلة القادمة لتفعيل هذه البرامج والخطط العملية مبرزا توجه الاهتمام الألماني إلى استرجاع نسق توافد السياح الألمان على تونس. على صعيد آخر كانت للسيد مصطفى بن جعفر لقاءات مع عدة قيادات بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني في إطار دعم علاقات التعاون والشراكة مع حزب التكتل من أجل العمل والحريات حضرها السيد المولدي الرياحي عضو المكتب السياسي للحزب وعدد من شباب الحزب المقيمين بألمانيا.