صفاقس (وات)- بين السياسي والمحامي أحمد المستيري أن الخطاب الحر الذي تنعم به تونس بفضل تضحيات شهداء، يعد مكسبا من مكاسب الثورة لا يمكن التنازل عنه. وأكد المستيري في لقاء فكري مساء الجمعة بصفاقس حول مؤلفه "شهادة للتاريخ" أن دور النخبة المثقفة لا ينبغي أن ينحصر داخل الجامعات والصالونات والمنابر بل يتوجب أن يشمل أطرا أوسع ليكون أكثر تأثيرا ويتجاوز الحواجر الجهوية والطبقية والفكرية والعقائدية. وأشار إلى مسألة الجهوية التي طرحت بحدة خلال فترة حكم بورقيبة وبن علي كظاهرة اجتماعية تعكس خلفية سياسية وتعتبر عائقا أمام مسيرة التطور قائلا إنها "ستزول وتتلاشى بفضل الثورة". وبعد أن تطرق إلى مسألة التشريع من زاوية مسايرته لتطور المجتمع اعتبر ان الهوية العربية الإسلامية لا يمكن بأي شكل من الأشكال دسترتها أو تقنينها بما أنها واقع حضاري يفرض نفسه. وقدم الدكتور محمد الجربي أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس المسيرة النضالية لاحمد المستيري بداية من مشاركته في المقاومة الشعبية والكفاح المسلح أمام المستعمر الفرنسي إلى غاية الإعلان عن الاستقلال ودخول خط المعارضة. وكان المستيري تقلد منصاب ضمن أول حكومة بورقيبة بعد الاستقلال. وساهم في تونسة الجهاز القضائي وتحرير القوانين الجديدة ومن ضمنها مجلة الأحوال الشخصية. ودخل سنة 1952 الديوان السياسي السري للحزب الحر الدستوري الجديد. والتحق في جوان 1978 بشق المعارضة وأسس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين.