رأس جدير /بن قردان (وات- تحرير روضة بوطار)- بعد نحو عام من إيوائهم بمخيم الشوشة، يظل الشغل الشاغل لنحو 3 آلاف لاجئ، هو الإسراع بترحيلهم إلى وجهة لا يعلمونها غير انهم متأكدون انها لن تكون ليبيا أو تونس. ويطالب أغلب اللاجئين بإعادة توطينهم في أوروبا أو أمريكا أين يوجد، بحسبهم، الشغل والسكن بما يحفظ كرامتهم. ويطعن أغلب من بقي في المخيم في شفافية تعاطي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مع مختلف ملفات اللاجئين. ويصف بعضهم هذا التعاطي ب"العنصري والجائر"، ليظل الحلم بالترحيل أو بإعادة التوطين بحكم الظروف غير العادية التي تعيشها بلدانهم الأصلية مشكلا قائما تحوم حوله عديد نقاط الاستفهام. ويدعو هؤلاء اللاجئون المنظمات الإغاثية والإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل بما يمكن من الإسراع في إجراءات الترحيل. وفي هذا الإطار، أكد ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لمراسلة "وات" بالجهة، أن المفوضية تتولى فقط دراسة ملفات اللاجئين للتثبت من مدى أهلية المترشح لإسناده صفة لاجئ، مؤكدا ان هذا الهيكل لا علاقة له بعملية الترحيل ولايتدخل فيها، إذ تبقى من مشمولات البلد المستقبل الذي يتعامل مع ملف اللاجئ حسب إجراءات وقوانين ذلك البلد. وأبدى هذا المتحدث استغرابه من التهم التي تكال جزافا إلى المفوضية من قبل بعض اللاجئين. ويضيف ان المفوضية وافقت على إسناد صفة لاجئ لأغلب الملفات التي تمت دراستها، موضحا انه تم استثناء حوالي 5 بالمائة من هذه الملفات لعدم استجابتها للشروط المطلوبة. وأفاد في هذا الصدد أنه سيتم قريبا إيفاد مجموعة من اللاجئين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والسويد، مشيرا إلى ان وفودا من هذين البلدين هي الآن بصدد إجراء مقابلات مع اللاجئين لإعادة توطينهم. وبين ممثل المفوضية انه لا يمكن وضع سقف للمدة الزمنية التي يمكن ان تستغرقها عملية إعادة توطين كل اللاجئين المتواجدين بالمخيم، موضحا ان هذه العملية شملت خلال الفترة الماضية 610 لاجئ . وفي انتظار إنهاء عمليات التوطين، تسعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى الحفاظ على مستوى معقول من الخدمات لمن لا يزالون عالقين بالمخيم. ويظل مخيم الشوشة الذي ركزه الجيش الوطني، وبعد ان زالت المخيمات الأخرى التابعة لدولة الإمارات وللفيدرالية الدولية للهلال والصليب الأحمر، منتصبا يواصل تقديم الخدمات لمن بقي به من اللاجئين اذ لايزال يأوي أعدادا هامة من الصوماليين والتشاديين والسودانيين والايرتريين والاثيوبيين والايفواريين الى جانب عراقيين وفلسطينيين وجنسيات أخرى مختلفة. وليس من اليسير على المسنين وعلى الأطفال وعلى الرضع الذين ولد بعضهم بالمخيم وعلى النساء المرضعات تحمل ظروف العيش القاسية داخل المخيم الذي تعصف به الرياح بين الفينة والأخرى وتعبث به العواصف الرملية التي تعرف بها هذه المنطقة الحدودية، إضافة إلى موجة البرد القارس التي اجتاحت مختلف مناطق البلاد هذه السنة . وقد تزامنت موجة البرد هذه مع انتشار بعض الأمراض الموسمية على غرار الزكام والسعال والتي وجدت في ظروف الإقامة داخل المخيم إطارا مناسبا لانتشارها بسرعة. وأكد مصدر طبى عسكري بالمخيم انه يتوافد على العيادة الطبية بين 50 و 65 مريضا في اليوم الواحد اغلبهم يعانون من الزكام والسعال.