توزر (وات) - أعلن وزير التنمية الجهوية والتخطيط جمال الدين الغربي مساء الثلاثاء خلال لقاء جمعه بعدد من المستثمرين ومكونات المجتمع المدني بولايات توزروقفصة وقبلى عن تصور كامل لآليات تنفيذ مشروع فسفاط الجريد وطرق استغلاله ،مشيرا إلى انه سيتم التنسيق مع وزارة الصناعة للإسراع في انجاز الدراسات الفنية اللازمة ليتم بعد ذلك التنسيق مع المستثمرين. وقال الوزير إن عددا من المستثمرين من استراليا والهند والأردن أبدوا رغبتهم في انجاز مشروع فسفاط الجريد الذي من المؤمل أن يساهم في خلق حوالي ألفي موطن شغل. وشدد على أهمية أن تشمل عمليات إنتاج الفسفاط تحويل هذه المادة في تونس وعدم الاقتصار على تصديرها خاما مذكرا بأن التجارب والحفريات التي أجرتها شركة فسفاط قفصة منذ عقد من الزمن أثبتت جودة الفسفاط بمنجم توزر. وتم خلال اللقاء عرض جملة من مشاريع الاستثمار العمومي المدرجة بالمخططات التنموية والتي لم يتم تنفيذها حتى الآن بغاية النظر في أسباب تعطلها. ودعا الوزير أبناء الجهة إلى تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه المشاريع وتذليل الصعوبات التي تعيق تنفيذها سواء كانت متعلقة بالتمويل أو بالإشكالات العقارية لما لها من مساهمات في دفع التنمية وتحسين ظروف عيش أبناء الجهة. كما خصص حيز هام من هذا اللقاء للاستماع إلى مشاغل المستثمرين والراغبين في الاستثمار وخريجى الجامعات ومكونات المجتمع المدني. واستأثرت المشاكل العقارية بالجزء الأكبر من تدخلات الحضور الذين تطرقوا إلى غياب مدخرات عقارية صناعية وعدم توفر الجهة على مناطق صناعية مهيأة إضافة إلى صعوبة الإجراءات الإدارية لتحويل صبغة الأراضي الدولية. وأشاروا في هذا الإطار إلى ان 90 بالمائة من الأراضي بولاية توزر والتي من ضمنها الأراضي الفلاحية هي على ملك الدولة ،مؤكدين ان هذا الوضع يشكل عائقا أمام دفع الاستثمار الخاص بالجهة. ولاحظ عدد من المتدخلين ان عددا من المشاريع التي تقدر قيمتها ب 310 مليون دينار والتي بإمكانها توفير 2400 موطن شغل معطلة لأسباب عقارية وإدارية مطالبين في هذا الإطار بضرورة مراجعة مجلة الامتيازات وتطوير القوانين بما يتلاءم مع خصوصيات المرحلة الراهنة. ودعا عدد من المتدخلين إلى منح امتيازات للشبان لتشجيعهم على الاستثمار ووضع آليات لتوفير التمويل الذاتي لفائدتهم داعين إلى ضرورة مساهمة البنوك في عملية التنمية مطالبين بالإسراع بتشكيل مجالس جهوية للتنمية تضم كافة الفاعلين لمتابعة مشاغل التنمية بالجهات واقتراح حلول عملية. كما طالبوا بمزيد العناية بالقطاع الفلاحى من خلال توفير موارد مائية هامة والتوسع في المساحات المخصصة للزراعات الجيوحرارية. يذكر انه كان من المقرر ان ينتظم هذا اللقاء صبيحة الثلاثاء إلا انه وقع تأجيله إلى الفترة المسائية بعد تعذر حضور الوزير في الموعد المحدد بسبب التزامات عملية أخرى.