مدنين (وات)- يحتضن حاليا فضاء تثمين نتائج البحوث العلمية بمعهد المناطق القاحلة بمدنين 16 مشروعا في اختصاصات تثمين الأعشاب البرية والسياحة والصناعات التقليدية وتثمين وتحويل المنتوجات الفلاحية إلى جانب مشاريع في تكنولوجيا المياه ومستحضرات التجميل النباتية وتثمين الانتاج الحيواني. وقد أنهي 11 من أصحاب هذه المشاريع مرحلة التكوين العلمي فيما تواصل بقية المشاريع طور الدراسة الفنية والعلمية. ويقدم هذا الفضاء الذي ركز في شهر افريل 2010 قصد بعث المؤسسات المجددة ذات القيمة المضافة العالية وتثمين نتائج بحوث معهد المناطق القاحلة بمدنين، الرعاية والإحاطة للباحث والتقني والباعث قصد تثمين وبلورة فكرة متحصل عليها في ميدان تثمين نتائج البحوث وتقديم خدمات مشخصة تكنولوجية واقتصادية وقانونية وغيرها. كما يوفر الفضاء الذي تمثل محضنة المؤسسات إحدى مكوناته الأساسية، الموارد اللوجستية الضرورية لانطلاق المؤسسات المحدثة ومساعدتها على الانتصاب بفضاءات الإنتاج وبذلك بتمكين الباعثين من الإحاطة في مستوى دراسة الجدوى الاقتصادية والمالية والقانونية للمشاريع. ومنذ تركيزه توافد على فضاء تثمين نتائج البحوث المختص في التكنولوجيا التطبيقية لتثمين ثروات المناطق القاحلة والصحراوية 52 مترشحا تمكنت لجنة تسيير محضنة المؤسسات الفلاحية من انتقاء 21 مترشحا وفق مقاييس تم ضبطها للغرض وتتمثل أساسا في نسبة التجديد بالمشروع والمستوى التعليمي للباحث وقابلية الانجاز ونسبة تحفيز الباحث. ويؤكد مدير المحضنة معز الوحيشي أهمية مثل هذه الفضاءات للباعثين الجدد لما تمثله من فضاء لاختبار وتجريب مشروعهم والحصول على كل الشروط والتكوين الأساسي لبلورة فكرة المشروع واقعا. وأشار من ناحية أخرى إلى أن بلوغ الأهداف المرسومة لهذه الفضاءات تكبله معوقات مالية بالأساس أي تمويلية حيث يجد الباعث نفسه أمام إجراءات معقدة وطويلة للحصول على الموافقة على تمويل مشروعه كما انه في الغالب لا تتوفر لباعث شاب تمويلات ذاتية. واقترح من جهته، باعتبار اتصاله المباشر بالباعثين، تسهيل إجراءات التمويل وتعجيلها وإسناد امتياز للباعث بإعفائه من قيمة الفوائض الموظفة على القرض من خلال تحمل الدولة ذلك. ولعل الصعوبات التمويلية وكثرة المتدخلين عند انجاز المشاريع وتجسيد الأفكار على ارض الواقع دفعت 5 من أصحاب المشاريع بالمحضنة إلى الانسحاب والتخلي عنها وهو ما يجعل حظوظ انجاز المشاريع المنتصبة بالمحضنة ضعيفة وتستوجب امتيازات مالية وليونة أكثر في التمويل استحثاثا لنسق الاستثمار ودفعا للتشغيل.