تونس (وات- تحرير ذكرى العبيدي)- "60 بالمائة من الأطفال في تونس مصابون بمرض تسوس الأسنان أي ما يعادل إصابة3 من بين كل 5 أطفال. كما ان 75 بالمائة من الكهول مصابون ايضا بمرض تسوس الاسنان وفق ما اكدته احدث الدراسات " هذا ما صرح به السيد لطفي بن حمودة رئيس مصلحة الطب الجامعي بوزارة الصحة. وأفاد هذا المسؤول في لقاء مع "وات" ان مسالة رعاية صحة الفم والأسنان تكتسي أهمية كبرى خصوصا لدى الأطفال باعتبار ما يترتب عنها من أضرار ومضاعفات خطيرة على الصحة كالتسبب في أمراض القلب والشرايين وأمراض المفاصل بالإضافة إلى التأثير على البصر وعلى نمو الأسنان والتعرض إلى أمراض الفكين خصوصا لدى الأطفال الذين لديهم حساسية معينة. وأشار، من جهة أخرى، إلى تأثيرات التسوس على المردود الدراسي للتلميذ بسبب التغيب عن الدروس للعلاج ونقص التركيز وقت الدراسة في القسم والحرمان من النوم الهادئ وصعوبة التعامل مع الآخرين والانكماش على الذات. وأكد، في هذا الصدد، على ضرورة العناية بصحة الأسنان للوقاية من هذه التأثيرات الخطيرة على الصحة من خلال تطبيق قاعدة 3 ضارب 3 وهي أولا التنظيف ثلاث مرات في اليوم وخاصة قبل النوم وثانيا ان يستمر التنظيف ثلاث دقائق وثالثا تغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر. وبين أهمية إتباع سلوك غذائي سليم بالتقليل من الأكلات الغنية بالسكريات والتشجيع على استهلاك الخضر والغلال الطازجة وكذلك تنظيم أوقات الطعام واجتناب الأكل العشوائي بين الوجبات. ودعا الأولياء بان يكونوا قدوة ومثالا في ما يتعلق بالسلوك الصحي السليم وفي تحسيس الأبناء بعدم الانسياق وراء الإشهار وأهمية العلاج المبكر للأسنان التي تصاب بالتسوس. وأوضح السيد لطفي بن حمودة انه في إطار مواصلة دعم التثقيف الصحي بالوسط المدرسي وسعيا إلى تنمية الحس الوقائي لدى الناشئة في مجال صحة الفم والأسنان بما يضمن الإسهام الفاعل في التقليص من حدة انتشار مرض تسوس الأسنان، تنظم وزارتا الصحة والتربية منذ 2009-2010 يوما وطنيا لصحة الفم والأسنان إضافة إلى ان موضوع الوقاية من تسوس الأسنان أصبح يتناول في حصة الإيقاظ العلمي للسنة أولى أساسي. وقال رئيس مصلحة الطب الجامعي بوزارة الصحة إن هذه التظاهرة تستهدف في المقام الأول تلاميذ السنة الأولى من التعليم الأساسي بحوالي 500 مدرسة عمومية وخاصة وأولياءهم بمختلف جهات الجمهورية كما تشمل الأنشطة التحسيسية أيضا تلاميذ السنوات الأخرى. وبين ان هذه التظاهرة التحسيسية التي تنطلق هذه السنة من يوم 25 فيفري الجاري والى نهاية شهر مارس 2012 تحتوي على عدة أنشطة منها بالخصوص تنظيم حصص تطبيقية جماعية لتدريب التلاميذ على الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان بساحة المدرسة بحضور الأولياء وبمساعدة فريق الصحة المدرسية وأطباء الأسنان. وأضاف انه يتم بالمناسبة توزيع معجون وفرشاة أسنان على التلاميذ وتنظيم أنشطة تحسيسية ومعارض وورشات ومسابقات في إطار احتفالي بمشاركة فرق الصحة المدرسية والنوادي والجمعيات وبحضور الأولياء. وأشار إلى ان عيادات طب الأسنان وعيادات الام والطفل وعيادات التغذية تنظم خلال فترة الاحتفال حصصا تحسيسية لفائدة الأطفال واوليائهم والأمهات والنساء الحوامل وذلك بالاعتماد على الدعائم التحسيسية المعدة في الغرض. وأفاد ان المندوبيات الجهوية للتربية والإدارات الجهوية للصحة العمومية مدعوة الى تكوين لجنة جهوية مشتركة تتولى التنسيق بين مختلف الهياكل والأطراف الراجعة لها بالنظر والجمعيات الناشطة بالوسط المدرسي لتأمين عمليات الإعداد والاستعداد والتنظيم والتقييم الخاصة بهذه التظاهرة. كما تقوم اللجنة المشتركة بالتنسيق مع السلط الجهوية والمحلية باختيار مدرسة بكل معتمدية لاحتضان احتفال محلي بالتنسيق مع مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وشركاء الصحة المدرسية ووسائل الإعلام. ويتم الإعلان عن التظاهرة بالمدارس الابتدائية حيث يتولى كل مدير مدرسة ابتدائية الإعلان عن موعد إحياء التظاهرة وذلك قبل اسبوع على الأقل والتعريف بالتظاهرة ومحتواها بالاعتماد على المعلقة الإشهارية الخاصة وبتوظيف وسائل الإعلام المدرسية وبمساهمة النوادي الثقافية بالمدرسة. ويتم تنظيم احتفال وطني باحدى المدارس الابتدائية يشرف على فعالياته وزيرا الصحة والتربية ويتم اعداده بالتنسيق بين ادارة الطب المدرسي والجامعي وادارة التعليم الابتدائي بوزارة التربية. واشار السيد لطفي بن حمودة الى الدور الهام الذي يمكن ان تلعبه مختلف وسائل الاعلام في احياء هذه التظاهرة التحسيسية، وذلك عبر نشر الوعي الصحي لدى هذه الفئات. واكد على ضرورة تضافر جهود جميع فئات المجتمع للانخراط في هذا البرنامج الوطني والمساهمة في انجاحه للحد من تسوس الاسنان لدى الاطفال.