سوسة (وات) انطلقت عشية السبت بمدينة سوسة أشغال المؤتمر الأول لحزب التحالف الوطني للسلم والنماء الذي يتواصل يومين تحت شعار "تونس أمانة ...تونس مسؤولية". وتطرق اسكندر الرقيق رئيس المكتب السياسي المتخلي للحزب في الجلسة الافتتاحية الى العقبات والتحديات التي اعترضت مسيرة الحزب منذ تاريخ تأسيسه في 9 مارس 2011 حيث تحدث عن الطريقة التي اعتمدها الحزب لتنظيم صفوفه وعن محاولات الاندماج الفاشلة التي أرادها الحزب مع بعض الأحزاب الأخرى قبل المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي قال إنها مناسبة مكنت الحزب من الخروج بتجربة سياسية سيستفيد منها في المحطات المقبلة. كما تحدث عن الصعوبات التي واجهها حزب التحالف الوطني للسلم والنماء بعد الانتخابات لاسيما المتعلق منها باستقالة عدد من أعضائه التي وصفها بأنها "فاجأت الحزب ولم تربكه وجاءت في وقت حرج" خاصة وأنها تمت دون الاحتكام الى القانون الأساسي وكانت على حد قوله "زوبعة في فنجان" ستدفع الحزب الى انتخاب أعضائه بطريقة ديمقراطية في هذا المؤتمر. وفي قراءة للواقع السياسي الراهن أكد المتداولون على الكلمة من أعضاء المكتب السياسي لتحالف السلم والنماء ان الحزب يسعى الى الانفتاح على جميع التيارات السياسية بعيدا عن التجاذبات الايديولوجية ويأمل في ان يكون فضاء لتأسيس حزب وسطي كبير يختلف عن بقية الأحزاب التي اتخذت من الوسطية شعارا فقط. ولاحظوا ان الثورة التونسية قادرة على الصمود في وجه قوى الردة وتحقيق أهدافها داعين كل القوى السياسية الى الانتباه للمتربصين بالثورة في الداخل والخارج. وأكدوا وعي الحزب بضرورة ان تفضي ثورات الربيع العربي الى تحرير القدس الشريف وإعادة بناء الاتحاد المغاربي. على صعيد آخر أكد المتدخلون مساندة الحزب لطرد السفير السوري من تونس ومعارضتهم للتدخل العسكري الأجنبي في الشأن السوري الداخلي. ويتضمن جدول أعمال اليوم الاول للمؤتمر عرض ومناقشة التقريرين الأدبي والمالي وتقييم أداء الحزب خلال الفترة السابقة فضلا عن مناقشة أسباب وتداعيات الاستقالات الأخيرة. كما يتضمن جدول الأعمال عرض ومناقشة ورقة عمل حول "آفاق إعادة التشكل واستشراف المستقبل" في حين سيخصص اليوم الثاني لمناقشة لوائح المؤتمر والمصادقة عليها ثم انتخاب مجلس وطني يتولى انتخاب قيادة الحزب وإصدار بيان ختامي. تجدر الإشارة الى ان ممثلين عن حزب حركة النهضة وحزب تونس الكرامة وحزب الأمانة حضروا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الى جانب مشاركة ممثل عن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وعدد من المستثمرين التونسيين والأجانب المتعاطفين مع الحزب.