قرطاج (وات) - أعرب الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية عدنان منصر عن ارتياحه //لعودة الانسجام والهدوء بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة// ملاحظا ان الاختلاف في وجهات النظر //أمر طبيعي بين مكونات المجتمع السياسي والمدني// ومؤكدا أن //الحوار والتواصل يظلان الحل الامثل للوصول الى التفاهم المنشود//. ونفى منصر الذي كان يتحدث صباح الاربعاء في لقاء مع الاعلاميين التونسيين والأجانب، رفقة مدير الديوان الرئاسي، عماد الدايمي، أن يكون //ثقل// الاجراءات الادارية مندرجا ضمن ما أسماه //المؤامرة او التآمر على الحكومة كما يعتقد البعض// قائلا في هذا الصدد //المسألة ليست سياسية.. فنحن ورثنا إدارة لها ايجابياتها وسلبياتها//. وابرز من جهة اخرى حرص رئاسة الجمهورية على الحد من الاجراءات الادارية في اتجاه التقليص في الاجال والملفات التي تعطل رجال الاعمال والمستثمرين الاجانب. وقال في هذا الصدد //يجب المرور بسرعة قصوى من الاستثمار الى جني ثمار الاستثمار// من اجل دفع عجلة الاقتصاد والنهوض بالتشغيل. كما تطرق الى قطاع الاعلام فاعرب عن رغبة رئاسة الجمهورية //في تقديم مساعدة حقيقية لفض المشاكل المتعلقة بالاعلام وايجاد حلول ناجعة بعيدا عن اجواء التشنج وفي كنف الاحترام المتبادل بين كل الاطراف// على حد تعبيره. وفي ما يتعلق بتواصل اعتصام مجموعة محسوبة على التيار السلفي امام مقر التلفزة التونسية، أوضح عدنان منصر ان رئاسة الجمهورية //تدين ما يصاحب هذا الاعتصام من ثلب وشتم للصحفيين واعتداء على كرامتهم// لكن ذلك لا يعني حسب تقديره //ان تطلب من الحكومة فكه لان في ذلك انتهاكا للحق في التظاهر// مضيفا //يجب ان ننتظر قيام القضاء بالبت في الامر//. وفي ما يتصل بالشان الخارجي أكد منصر في حديثه عن الوضع في ليبيا //مساندة تونس القوية لمساعي الاشقاء الليبيين لانجاح المرحلة الانتقالية في كنف الحفاظ على الوحدة الوطنية// مشيرا الى ان تونس استدعت قنصلها في بنغازي //كاجراء عقابي بعد حضوره اجتماعا حول انفصال برقة عن الدولة الليبية كانت تونس اعتذرت عن المشاركة فيه ايمانا منها بضرورة فض الخلافات بين الأطراف الليبيبة داخليا والحفاظ على وحدة التراب الليبي//. من جهة اخرى أفاد منصر انه لم يتم بعد البت في مستوى المشاركة (رئيس الجمهورية أو وزير الشؤون الخارجية) في القمة العربية القادمة ببغداد موفى مارس الجاري. وبشأن الملف السوري، ذكر عدنان منصر بموقف رئيس الجمهورية الرافض للتدخل الاجنبي الغربي مبينا من ناحية أخرى أن المرزوقي //لم يقترح على بشار الاسد اللجوء الى تونس بل قال إنه في حال رفضت بقية البلدان لجوء الأسد إليها فان تونس مستعدة لقبوله من اجل التخفيف عن الشعب السوري الشقيق//. ثم اخذ الكلمة مدير الديوان الرئاسي عماد الدايمي الذي قال ان مداخلته ترمي حسب تعبيره إلى //تنوير الراي العام// بخصوص إدارة مؤسسة رئاسة الجمهورية وتركيبة الديوان الرئاسي من خلال فتح قصر قرطاج أمام كل التونسيين باعتبار ان الشعب هو صاحب السيادة وله الحق في معرفة ما يجري داخل المؤسسة الرئاسية //بعد ان تم احاطة هذه المؤسسة لسنوات بهالة من السرية والقدسية// على حد قوله. وأضاف أن السرية التامة التي احيط بها القصر في السابق ادت الى نسج //افكار واشاعات واساطير حوله بعيدة عن الواقع تم ترويجها عمدا لابقاء تلك الهالة حول الرئيس// مؤكدا الصعوبة التي واجهها الديوان الرئاسي في البداية لتحريك //العجلة المعطلة// لهذه المؤسسة قائلا في هذا الصدد //ورثنا وضعا نفسيا رديئا لاعوان كانوا يعيشون طيلة سنوات ثنائية فظيعة داخل القصر وخارجه//. وافاد الدايمي بان الديوان الرئاسي يعمل اليوم على /5 واجهات/ هي /تكوين فريق عمل حول رئيس الجمهورية/ و/تنظيم النشاط الرئاسي/ و/تأمين التنسيق مع كل من رئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي/ إضافة إلى /تحسين مناخ العمل لاعوان المؤسسة الرئاسية/ و/إعادة هيكلة المؤسسات الرئاسية/ من خلال "الخروج بها من التكلس والقطع مع الفساد" وابرزها الموفق الاداري والهيئة العليا للرقابة الادارية والمالية وشركة الخدمات الوطنية والاقامات (منتزه قمرت سابقا) والمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية. وبخصوص ما أسماه التساؤلات والانتقادات التي أثارتها تركيبة الديوان الرئاسي (30 شخصا) نظرا لصغر سن أغلبية المعينين صلبه وقلة خبرتهم وتجربتهم السياسية أكد عماد الدايمي ان هذه الانتقادات ناتجة حسب قوله عن //سوء فهم لطبيعة عمل الديوان الرئاسي باعتباره حلقة الثقة الضيقة//، مشيرا إلى أن أعضاء الديوان يمثلون //فريقا منسجما ومتكاملا، يحظى بثقة رئيس الجمهورية والمؤسسات ويتحلى بالكفاءة والالتزام// على حد تعبيره.