أريانة (وات)- شكل موضوع "الأدب وثورة الشعب بين الحضور والغياب" منطلقا لتدارس دور الأديب في فترة ما بعد الثورة وحضور الكتابة الأدبية بالمخيلة الشعبية بعد الإطاحة بنظام مستبد قمع الشعب وكمم الأفواه وصادر الكتابات المناهضة له، وذلك ضمن ندوة فكرية التأمت صباح السبت بالمكتبة المعلوماتية بأريانة ببادرة من المندوبية الجهوية للثقافة بالجهة. ومن خلال مجموعة من المداخلات لأدباء وأساتذة جامعيين على غرار جلول عزونة والعادل خضر والبشير بن سلامة وحسين العوري والمنصف وناس وعمر حفيظ أمكن البحث في صورة الكاتب في علاقته بمحيطه السياسي ضمن سياق تاريخي شكل اليوم نقطة ارتكاز لدور المثقف الجديد واستعادة المكانة التي هو بها جدير. يقول الكاتب جلول عزونة" إن الأدب الحقيقي في كل العصور هو الذي يقاوم ولا يستكين بل يبشر بمستقبل أفضل وحرية اكبر" ويضيف "إن التزام الأدب بالصدق هو التزام بالإنسان، والأدب الحر لا يكون تابعا لأية سلطة لأنه في حد ذاته السلطة الأكثر نفاذا للقلب، والأفكار ديدنها الثقافة المشعة والملتحمة بواقع الإنسان ومصيره". أما الجامعي العادل خضر فتساءل عن حرية الأدب في ظل الثورة ذات المضامين السياسية وقال "إن الحديث عن أدب الثورة يقتضي بالضرورة الربط بين الجمالي والفكري وبين السياسي والثوري وهي من الأمور الصعبة التي يجب النظر إليها من زوايا مختلفة فكرية وإنسانية وواقعية". و تمحورالنقاش حول حاجة الثورة إلى الأديب ليدعمها ويحميها وحاجة الأديب إليها ليحولها إلى مصدر الهام جمالي وإبداعي يضفي عليها سمة الخلود ويجعلها واقعا ملموسا ومتأصلا في حياة الناس . ومن أبرز المواضيع التي تم تناولها في الغرض "الثقافة والأدب في مرحلة الثورة" و"الخلفيات الثقافية ورهانات المثقفين" والسبيل إلى الارتقاء بالتواصل مع النص الأدبي" و"قدر الكاتب" و"من أدب الثورة إلى ثورة الأدب: تونس نموذجا".