تونس (وات)- يعد الفنان هيثم الحذيري من أبرز المؤدين للغناء الاوبيرالي بتونس حيث يتميز صوته بطاقات كبيرة مكنته من إحراز عديد التتويجات في تظاهرات وطنية ودولية كان آخرها الجائزة الأولى في المسابقة الدولية للغناء الاوبرالي "المفاتيح الذهبية بالمنطقة الباريسية 2012." بعد إنهاء دراسته في المعهد العالي للموسيقى بتونس اختار هذا الفنان الشاب مواصلة مشواره الفني في الغناء الاوبيرالي بالرغم من عدم توفر اوركستير اوبرالي وطني حسب قوله وهو يأمل ان يتحقق حلمه ويصبح لتونس اوبيرا يجمع العديد من الأصوات التونسية والعازفين الموهوبين ،هذا هو حلم هيثم الحذيري الذي أعرب عن رغبته في انجازه خلال لقاء جمعه بمندوبة وكالة تونس إفريقيا للأنباء. ويعكف أحسن صوت اوبرالي رجالي في تونس بعد النجاح الذي حققه ابان مشاركته في جوان 2010 بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات "دار سيباستيان" في عرض " الخادمة السيدة" لبرقوليزي على إعداد عمل يعتمد فيه على مدونات موسيقية اشمل واصعب لمزيد صقل موهبته. وفي مايلي فحوى اللقاء: سؤال: أنت الآن في زيارة لتونس لحضور تمارين عرض "لاترافياتا" للموسيقار الكبير فاردي لو تحدثنا عن هذا العرض ؟ جواب : انطلقنا في التمارين منذ حوالي 5 أشهر والعرض الأول تمت برمجته ليوم 30 ماي القادم بالمسرح البلدي بالعاصمة يشاركني في بطولة هذا العرض الذي تديره الفنانة الشهيرة كيرستينا هادجافا كل من يسرى زكري في دور "فيولاتا" وحسن دوس في دور "الفريدو دجارمو." وينتظم هذا العرض بمساندة من المعهد الثقافي الايطالي بتونس وبالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى وارجو ان ينال استحسان الجمهور. سؤال :هل تعتقد ان الغناء الاوبرالي يمكن ان يستقطب اليوم احباء الموسيقى خاصة وان الكثير منهم يرى ان هذا الفن موجه للنخبة ؟ جواب: أنا اعتقد انه لابد من الاشتغال على أفكار جديدة ومبتكرة ومتميزة لتقديمها للجمهور وشد انتباهه مع العلم أن الاوبيرا ليست بغريبة عن مجتمعنا فمنذ سنوات القرن الماضي الأولى كانت تونس تستقبل فرقا اوبرالية من مختلف أنحاء العالم لإقامة حفلات في عدة فضاءات ثقافية ولا ننسى ايضا ان التونسيين استلهموا من الاوبرا لتقديم المسرح الغنائي في العشرينات من ذلك دليلة الطليانة وحبيبة مسيك وانت تعلمين ان الاوبيرا والموسيقى الكلاسيكية فنون كونية والاعتقاد بانها موجهة للنخبة اعتقاد غير صحيح. سؤال:والآن كيف ترى مستقبل الفن الاوبرالي بتونس ؟ جواب: مع الأسف مشروع انجاز اوبرا تونس تلاشى بعد تخلي الموسيقار محمد زين العابدين عن مهامه هذا الرجل الذي أعطى الكثير من وقته وجهده ومن أفكاره لوضع هذا الحلم على الطريق الصحيحة لانجازه بالرغم من الصعوبات التي حفت ببدايات تحقيق هذا المشروع. سؤال: تتحدث عن الصعوبات هل تخص مستوى الإمكانيات الصوتية ام الفضاءات ام الأساتذة المختصين او التأطير ماهي هذه الصعوبات تحديدا؟ جواب:ان يكون لنا فرقة هذا جميل ولكن المشكل يطرح في مستوى الاوركستير الى الآن ليس لنا مسالك توزيع إلى جانب العدد المحدود لقائدي الاوركستير فلدينا فنانين كبيرين فقط في هذا المجال هما احمد عاشور ورشيد قوبعة بالإضافة إلى عدم توفر مخرجين محترفين لإعداد العرض الاوبيرالي الذي يعتمد على الحنكة في التوزيع الموسيقي. سؤال:هل تطمح الى مواصلة العمل لتحقيق حلم انجاز اوبيرا تونس في يوم من الايام ؟ جواب: في كلمة، لو تتوفر لنا الفرص والإمكانيات والفضاء يمكننا تحقيق الحلم وجلب الجمهور وبكل تواضع انا لدي مشروع ورشة للغناء الاوبيرالي من شانها ضمان تكوين يخول للمقبلين على هذه الورشة تعلم ابجاديات الفن الاوبرالي وصراحة فان فناني الاوبرا التونسيين هم درر نادرة يكفي ان نكتشفها ونصقلها لتعطينا فنا راقيا. سؤال:انت الآن بصدد الاستعداد لتقديم عرض فني بعنوان "منامة اوبرالية" ستراوح فيه بين لغات عدة لو تقدم لنا هذا العمل ؟ جواب:تتمثل فكرة هذا العمل في الوصول الى تنوع موسيقي معين للاستجابة الى اختلاف الذائقة الفنية لدى الجمهور من خلال محاولة صياغة نفس جديد في الغناء الاوبرالي انا اليوم بصدد البحث عن صوت نسائي تونسي ومن المرجح ان يكون صوت هندة بن شعبان "احسن صوت اوبرالي نسائي سنة 2010 مناصفة مع يسرى زكري" وحلمي هو ان اشاهد العرض الاول لهذا العمل في تونس والاستفادة من الدعم المعنوي والمادي. ويتمثل المشروع في حفل اوبرالي يجمع بين الطابع الاوبرالي والتونسي وستقوم هذه الفكرة باكتشاف مدونة موسيقية متنوعة تراوح بين مختلف الضروب الموسيقية المتوسطية في وقت تعيش فيه الإنسانية انقسامات واختلافات في وجهات النظر حيث سيحضر الغناء العبري واللاتيني والتونسي والايطالي والاسباني والانقليزي، اكثر من لغة في تصور واحد وكلاسيكيات برؤى جديدة تمت صياغتها منذ عهد الموسيقار العالمي الشهير موزار الذي انتج موسيقى "الناي السحري" للشعب. سؤال:ماهي لمستك الابداعية في هذا العمل ؟ جواب:يجب اولا ان نفهم ان الاوبرا يعني التمكن من الغناء على الركح وفكرة "منامة اوبرالية" سيكون لها تصور مختلف في التوزيع الموسيقي والإخراج. سؤال:بعد عرض "ترفياتا" هل لديك مواعيد أخرى لعروض في تونس ؟ جواب: لدي مشروع مع الموسيقار وناس خليجان الذي لحن لي أغنية بعنوان "البستان" نص جلال الدين الرومي وترجمة بشير القهواجي، كما لي عرض يوم 31 جوان بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية "قصر النجمة الزهراء "بسيدي بوسعيد مع اوركستير الموسيقار رشيد قوبعة بمشاركة يسرى زكري لتقديم "الخادمة السيدة." سؤال:كلمة الختام جواب:انا مصر على العمل في تونس بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها المبدع في تونس اليوم وذلك إيمانا مني ان الفنان الذي اختار طريق الفن لابد وان يعمل باستمرار لإثراء الثقافة الوطنية وامتاع الجمهور.