تونس (وات)-عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الكسو" مساء الجمعة بتونس ورشة عمل تركزت حول موضوع من أجل صحافة مرجعية في الوطن العربي وذلك في إطار احتفال منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو باليوم العالمي للصحافة الموافق ليوم 3 ماى. وتولت السيدة جانين دى جوفاني الصحفية بجريدة ذى تايمز البريطانية تقديم موضوع الورشة عبر استعراض تجربتها الذاتية في مجال التغطية الإعلامية والتحليل والتدوين والتركيز على أهمية وسائل الإعلام في تحفيز التغيير الاجتماعي والسياسي. وأكد المدير العام للالكسو محمد العزيز ابن عاشور بالمناسبة على الدور الريادي للإعلام في مجال التحليل والبحث في الملفات الساخنة ذات العلاقة بالحياة السياسية والاجتماعية والثقافية عموما، موضحا ان عرض تجربة الصحفية دى جوفاني الحائزة على 5 جوائز عالمية من منظمة العفو الدولية مرتين في مجال التحقيقات وجائزة أحسن مراسل أجنبي وعالمي مرتين فضلا عن جائزة من كولومبيا يؤكد وجوب اعتماد إعلام مرجعي يمكن المتلقي من الاستفادة حسب مجالات اختصاصه. وأبرز ان مشاركة الالكسو في موضوع حرية الصحافة كان من منطلق الاعتقاد الراسخ بان حرية الصحافة هي مسؤولية جماعية سيما التي تهم المواضيع الحيوية كالثقافة والإبداع الثقافي والهوية والتراث والذات والمعتقدات والمقدسات. واعتبر ابن عاشور في السياق ذاته ان النهوض بالتربية والثقافة والعلوم في الوطن العربي يستند بدرجة أولى إلى الصحافة المرجعية التي تكون قادرة على التعمق في الملفات الحساسة التي تعطي الأولوية لكل الجوانب خاصة المتعلقة بمجال البحث العلمي. ومن جهتها أكدت الصحافية دى جوفاني في معرض تقديمها لتجربتها في مجال الإعلام وتغطيتها للأحداث في أماكن النزاعات والحروب الكونغور والصومال والبوسنة والهرسك وحرب العراق ومواكبتها للانتفاضة الأولى الفلسطينية فضلا عن ثورات دول الربيع العربي ان الثورة التونسية ألهمت سوريا ومصر والبحرين للتطلع نحو الحرية والديمقراطية . وأكدت ان الصحفيين التونسيين حاولوا بعد إضرام البوعزيزى النار في جسده ان ينقلوا الخبر بكل موضوعية ونقل الحقيقة على الرغم من التهديدات التي واجهوها وحملة الترهيب التي عاشوها في ظل النظام السابق لبن علي. وطالبت دى جوفاني الصحفيين وخاصة الشبان منهم بالعمل على نقل الحقيقة بكل موضوعية مؤكدة أهمية التزامهم بالحيادية والنزاهة في عملية الاخبار والتعامل مع الملتقى بدرجة أعلى من الحرفية من أجل السمو بأخلاقيات المهنة على حد تعبيرها. وختمت الصحفية العالمية مؤكدة ان الصحفيين والإعلاميين هم في طليعة المدافعين عن حرية الفكر والكلمة والتعبير لذلك وجب تقديم الحماية الضرورية لأداء مهامهم دون تعريض حياتهم للخطر.