تونس (وات) - في الوقت الذي تتعالى فيه الاصوات فى شتى اصقاع العالم احتفالا باليوم الدولي للاسر الموافق ليوم15 ماي من كل سنة، تتواصل نداءات مئات العائلات المقيمة بمخيم الشوشة براس جدير في الجنوبالتونسي، مطالبة بالتعجيل بايجاد حلول جذرية لماساتها التى بدات منذ اكثر من سنة واعادة توطينها او ترحيلها الى دول اخرى. وبالرغم من تاكيد المنتظم الاممي على هامش الاحتفال بهذه التظاهرة هذه السنة على الحاجة الى ضمان التوازن بين الحياة المهنية والحياة الاسرية للاجئين ما زالت اصوات اللاجئين فى مخيم الشوشة تصدح عاليا مطالبة بالحق في الكرامة الانسانية والحصول على مكان يقيهم لفح الهجير صيفا ولسعات البرد شتاء. وفى حين اكد امين عام منظمة الاممالمتحدة بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للاسر على ضرورة معالجة قضايا الحياة المهنية والحياة الاسرية بتشعباتها المتغيرة واهمية تهيئة اماكن عمل مراعية لاحتياجات الاسرة تظل المجموعة الدولية عاجزة الى حين عن الحسم بشكل نهائي في مختلف ملفات طلب اللجوء خاصة فيما يتعلق بالعائلات الفلسطينية. يذكر ان مخيم الشوشة يحتضن منذ نحو سنة حوالي 300 اسرة شاءت الاقدار ان تكون للبعض منهم قصصا مختلفة مع تونس وذكريات قد لا تمحى، اذ فيهم من جاء الى هذه الدنيا على هذه الارض، ومنم من توفته المنية على اديمها بعد الوصول اليها مباشرة سواء متاثرا بجروح او جراء امراض كان يعاني منها. واوضحت المسؤولة عن التقارير بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتونس كارول لالاف ل"وات"بهذه المناسبة ان الاسر في مخيم الشوشة تنتظر حلا نهائيا يضع حدا لاقامتهم في المخيم ومغادرته بصفة نهائية مبرزة الامل في التوصل بالتعاون مع الحكومة التونسية والمجموعة الدولية الى اغلاق المخيم خلال سنة.2013 وأفادت المتحدثة ان"الحياة داخل المخيمات تظل صعبة ولايمكن ان تكون نهائية على الرغم من ان ظروف الاقامة فى مخيم الشوشة تعتبر مرضية في مجملها مقارنة مع غيره من المخيمات". ولاحظت انه لم يتم الى حد الان الحسم في مختلف الملفات التي تقدم اصحابها بطلبات في اعادة التوطين او اللجوء ليبقى حسب رايها ملف العائلات الفلسطينية والفلسطينيين اللاجئين بشكل عام بالمخيم شائكا ومتشعبا. وتفيد احصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ان من بين 155 طفلا دون مصاحب بين لاجىء وطالب لجوء دخلوا التراب التونسي منذ اندلاع الثورة الليبية، لم يغادر منهم تونس الى حد الان سوى 50 طفلا في اتجاه دول اخرى لاعادة التوطين في حين لايزال 80 طفلا في انتظار اجابة من هذه الجهة او تلك تحمل معها الامل فى اعادة التوطين او اللجوء او الترحيل. واشارت معطيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى رفض 7 مطالب لجوء لاطفال غير مصحوبين من بينهم اثنان غادرا المخيم الى جهة غير معلومة في حين تتم دراسة سبل التكفل بالخمسة الباقين. وحسب نفس المصدر يأوي مخيم الشوشة حاليا نحو 300 اسرة اصيلة دول افريقيا جنوب الصحراء، وهو يضم كذلك نحو 400 طفل ومراهق يزاول عدد قليل منهم التعليم، وأكثر من 350 امراة تتوفر لهم امكانية متابعة تكوين في الخياطة والحياكة ودروس في محو الامية وفي اللغات بالاضافة الى مساهمتهن في تسيير شؤون المخيم.