قرطاج (وات) - تم مساء السبت عرض فيلم "صالح بن يوسف... جريمة دولة؟" بقصر قرطاج بحضور منصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت مرفوقا بأحمد محفوظ، مدير "الجزيرة الوثائقية" إلى جانب عدد من أفراد عائلة صالح بن يوسف وعديد الشخصيات السياسية ورفاق دربه وثلة من الاساتذة المختصين في تاريخ تونس المعاصر وجمع من الإعلاميين. وألقى رئيس الجمهورية، اثر عرض الفيلم كلمة استرجع فيها بعضا من ذكريات طفولته، لما كان يصاحب والده في الاجتماعات التي يعقدها صالح بن يوسف. وأشار إلى أن هذا الفيلم الوثائقي قد أعاد لمخيلته "مأساة انقسام التونسيين ومعاناة اليوسفيين" الذين قال إنهم "قتلوا وشردوا ومن ضمنهم والده محمد المرزوقي". كما أكد أن عرض الفيلم بقصر قرطاج هو بمثابة "رد الاعتبار لكل من كابد سنوات الجمر ولكن ليس من باب الثأر بل لغاية معرفة الحقيقة التي تبقى السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة الوطنية وطيٌ صفحة الخلافات وتجاوز هذا الشرخ والتعلم من هذه التجربة لأجل توظيفها في سبيل الوحدة الوطنية وتحقيق التعايش بين كل التونسيين". وأعلن رئيس الجمهورية في هذا السياق عن إقرار يوم غرة سبتمبر من كل عام يوما لرد الاعتبار لمنصف باي وهو تاريخ وفاته. واستعرض المشرفون على العرض وثائق أصلية حول شخصية صالح بن يوسف السياسية عثر عليها بالأرشيف الرئاسي والتي تتمثل بالخصوص في "منشور إعلام توحيد لجان دستورية 1946" و"مذكرة صالح بن يوسف بشان الاستقلال الداخلي 1954" و"موقف بن يوسف من اتفاقيات الاستقلال جانفي 1956" و"تقرير اللجنة العليا للرعاية حول مسألة تسليم السلاح مارس 1956". ومن جهة أخرى قدم أحمد محفوظ نوح، مدير قناة الجزيرة الوثائقية "درع الجزيرة" للسيد منصف المرزوقي في "تحية إكبار لكل مناضلي الشعب التونسي ومثقفيه"، حسب ما جاء في كلمته. وفي تصريح أدلى به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) قال أحمد محفوظ إن صالح بن يوسف يبقى أنموذجا للكفاح ورمزا من رموز الحرية بما استدعى إعادة فتح بعض الملفات من زوايا تنصف هذه الرموز النضالية. ولاحظ أن أهمية العمل تكمن في إثارة التاريخ والتنقيب فيه بغية التقليب في صفحاته المنسية لنفض الغبار عنها وإعادة الاعتبار لرموز سياسيين مهمين وبالتالي التوثيق لحركات التحرر في العالم العربي. وقد عالج هذا الشريط الذي استغرق 54 دقيقة وأنتجته الجزيرة الوثائقية سنة 2011 حياة صالح بن يوسف وأسباب خلافه مع بورقيبة والظروف التي أدت إلى اغتياله في ألمانيا يوم 12 أوت 1961 من خلال شهادات حية ل16 شخصية سياسية وفكرية فضلا عن زوجة الراحل تخللتها ستة مقاطع درامية حاولت تجسيم وقائع شكلت المشهد السياسي آنذاك فكان تصميم المنفذ الدرامي في هذا الفيلم شاهدا على حقبة حالت دون الخوض في مسألة اغتياله بما يحمل المتفرج على استقراء تفاصيل حقبة مطموسة حاول مخرج الفيلم إماطة اللثام عنها.