الحمامات (وات) - تسلمت تونس، يوم الثلاثاء، في شخص الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز رضا بن مصباح، رئاسة الاتحاد الإفريقي لمنتجي وناقلي وموزعي الكهرباء للسنتين القادمتين. ويأتي تسلم تونس لرئاسة الاتحاد في إطار الجلسة الافتتاحية للمؤتمر 17 لهذه المنظمة الإفريقية الملتئمة بياسمين الحمامات (ولاية نابل) من 28 الى 31 ماي 2012، حول موضوع "تطوير القدرات الطاقية بافريقيا ودمج الشبكات الكهربائية لاجل تنمية مستديمة". ويعتبر المؤتمر، الذي يواكبه ما يزيد عن الف مشارك من كبار مسؤولي شركات الكهرباء بافريقيا والصناعيين والمهنيين بالاضافة الى ممثلين لبنوك ومؤسسات تمويل وخبراء جاؤوا من اكثر من 50 بلدا افريقيا، اهم تظاهرة افريقية لدعم تبادل التجارب الناجحة وتطوير التعاون في ميدان الطاقة الكهربائية. وابرز رضا بن مصباح، في تصريح لوكالة (وات)، حول ابعاد تراس تونس للاتحاد الافريقي "ان المتامل في الفوارق الكبيرة بين نسب التنوير في بلدان شمال افريقيا وافريقيا الجنوبية، التي تصل الى 99 بالمائة، ونسب بلدان افريقيا جنوب الصحراء، التي تتراوح بين 15 و40 بالمائة، يلاحظ الامكانيات الكبيرة لدفع التعاون والاستثمار وتصدير الخبرات التونسية نحو هذه البلدان". ولاحظ "ان توقعات الاستثمارات في مجال الطاقة في افريقيا تقدر للسنوات العشر القادمة ب40 مليار دولار سنويا"، وهو ما يؤكد توفر امكانيات هامة لمزيد تفعيل التعاون الثنائي ومتعدد الاطراف مع البلدان الافريقية واستثمار الخبرة التي اكتسبتها الشركة التونسية للكهرباء والغاز في عدد من البلدان الافريقية على غرار روندا والتشاد والكامرون. وبين في حديثه عن العمل المستقبلي للاتحاد "ان المطروح، بعد المصادقة على المخطط الاستراتيجي للاتحاد للفترة 2014 2019-، يتمثل في تعبئة الموارد المالية اللازمة للنهوض بالاستثمار في البنى التحتية والارتقاء بنسب الربط بالشبكات الى جانب تطوير استعمال الطاقات المتجددة واستغلال ما يتوفر من موارد طبيعية هامة لانتاج الطاقة بافريقيا". واشار الرئيس السابق للاتحاد ايدوارد نجوروج ان توسيع خدمات الكهرباء في البلدان الافريقية، التي سيصل سكان المدن فيها الى 50 بالمائة سنة 2030، يعد تحديا يتوجب رفعه ولا سيما من بالبحث عن التمويلات والعمل مع الشركاء في افريقيا واوروبا لانجاز الاستثمارات اللازمة ولكسب معركة التنمية الاقتصادية والحد من الفقر. ويتضمن برنامج المؤتمر الذي تنظمه الشركة التونسية للكهرباء والغاز (تحتفل بمرور 50 سنة على تاسيسها) بالتعاون مع الاتحاد الافريقي لمنتجي وناقلي وموزعي الكهرباء، ورشة ينشطها البنك الافريقي للتنمية حول موضوع " الاجندة الجهوية والوطنية الجديدة للبنك الافريقي للتنمية في القطاع الطاقي" ومداخلات تهتم "بالتقنية والبنى التحتية" و" التصرف والتمويل" و "التصرف في البنى التحتية والتجديد التكنولوجي" بالاضافة الى مائدة مستديرة حول " تطوير سبل التمتع بالكهرباء بافريقيا والتعاون جنوب/جنوب". وينتظم بالتوازي مع المؤتمر معرض للصناعات والخدمات الكهربائية يجمع ابرز الصناعيين التونسيين والعاملين في الميدان ومكاتب دراسات وخبراء. ويهدف المعرض الى تطوير تبادل الخبرات والمعلومات واستكشاف فرص التعاون والاستثمار والتعرف على احدث التكنولوجيات في مجال انتاج وتوزيع ونقل الطاقة الكهربائية. يذكر ان الاتحاد الافريقي لمنتجي وناقلي وموزعي الكهرباء، مقره ابيدجان بالكوت ديفوار، هو منظمة قارية تاسست سنة 1970 ويضم 54 عضوا ناشطا و16 مؤسسة اضافة الى عدة منظمات عالمية. وتتمثل المهمة الاساسية للاتحاد في تطوير قطاع الكهرباء في افريقيا وتعزيز الربط الكهربائي والتاسيس لسوق افريقية للكهرباء وتعزيز تبادل الخبرات بين الاعضاء وتطوير اليات التعاون جنوب/جنوب ولا سيما في مجال التنمية المستديمة والطاقات المتجددة.