تونس 27 جانفي 2010 (وات) - تشهد تونس في الفترة من 23 إلى 30 جانفي الجارى تنظيم الدورة الرابعة لمهرجان الضحك ليكون رواد هذه التظاهرة على موعد مع عروض يغلب عليها الطابع الفكاهي من شانها ان تروح عن النفس وتخفف من الايقاع الروتيني. فالضحك كما يعرفه المختصون لغة عالمية يفهمها المرء منذ نشاته وله فوائد عدة نفسية وبدنية اذ يساعد على تنشيط الجسم وتحريك العضلات. وقد اهتم الكثير من الادباء والباحثين والفلاسفة بهذا الموضوع من خلال اعداد دراسات وبحوث علمية تعنى بخصائص الضحك واهميته في حياة الانسان لاسيما وانه مصدر اساسي للتسلية والراحة النفسية ولعل ذلك ما يفسر احداث نواد مختصة في التداوى بالضحك على المستوى الوطني. ولئن حصل الاهتمام في تونس في السنوات الاخيرة بفن الفكاهة من خلال تنظيم مهرجان خاص بالضحك بلغ هذه السنة دورته الرابعة الا ان هذا الفن له جذور في الساحة الثقافية الوطنية ارساها رواد في مجالي الغناء والمسرح على غرار صالح الخميسي 1912-1958 الذى اثرى المكتبة الغنائية بمجموعة من الاغاني الهزلية تعكس صورا من الحياة الاجتماعية في النصف الاول من القرن العشرين مثل اغانيه /جميع لحروبات اوفات الا حربي انا ومرتي/ و/الراديو يا حبيبتي/ و/وبابا هتر كيف كبر/. كما ترك الفنان الهادى السملالي 1919-1991 بصمة جلية في هذا النمط الفني ذلك انه اشتهر بادائه المتميز لاغنية /المترجم/ حيث قدم ترجمة حرفية هزلية لعبارات من العربية الى الفرنسية فضلا عن اغانيه المعروفة /عندى ولدى يا حضار/ /وفاش مطلوب/. اما المونولوجست محمد المورالي فقد اشتهر في الستينات و السبعينات من القرن الماضي وهو من جيل نخبة من رواد الفن الفكاهي كمحمد الجراراى و رضا الحجام وحمادى الجزيرى وصلحلح له اغان عرفت بطابعها النقدى الاجتماعي من ذلك /يا جماعة عندى طزينة/ و/واقرا واحفظ/ و/ياخويا حسن هندامك/. وقد ساهم في اشعاع المونولوغ الهزلي مجموعة نيرة من كتاب الاغنية من ابرزهم احمد خيرالدين وعلي الدوعاجي والهادى العبيدى ومحمد بوذينة ورضا الخويني الى جانب اسهام ملحنين افذاذ في تنفيذها على غرار صالح المهدى وقدور الصرارفي والهادى الجويني والشاذلي انور. وبالتوازى مع الفن الغنائي الهزلي عرفت البلاد منذ السبعينات حركة مسرحية في الاتجاه ذاته حيث برزت اعمال بقيت علامة فارقة في مدونة الفن الرابع في تونس فانجزت في الغرض عديد المسرحيات من اشهرها /الكريطة/ مع الامين النهدى ونورالدين بن عياد والمنجي العوني و/البرني والعطراء/ لفرقة قفصة مع عبد القادر مقداد. ويساهم المسرح الفردى بدوره في اثراء هذه الحركة وتطويرها فظهرت العديد من الانتاجات من ضمنها/المكي وزكية/ للامين النهدى و/احنا هكة/ لكمال التواتي و/مثلا/ لروءوف بن يغلان. كما قدم العنصر النسائي عدة اعمال ناجحة في هذا المجال منها/مدام كنزة/ لوجيهة الجندوبي و/راجل في حمام النساء/ لليلى الشابي. ورغم تواصل الاعمال المسرحية الهزلية وتعدد اتجاهاتها فقد سجلت الاغنية الفكاهية حاليا تراجعا ملحوظا مما يقتضي البحث في الاسباب والعمل على اعادة احياء هذا النوع من الفنون الطريفة التي تحظى بالقبول بفضل مواكبتها عادة للظواهر الاجتماعية المستجدة ومعالجتها لها باسلوب نقدى ساخر.