مدنين (وات) - مثل "دور الجسد في التواصل مع الطفل التوحدي"، محور الملتقى الأول الذي نظمته جمعية "أمل" للتوحد بمدنين يومي الجمعة والسبت الماضيين، لفائدة أولياء أطفال التوحد ومربي مركز "الكرامة" لطفل التوحد بمدنين، وذلك بهدف ارساء شراكة بين كل الأطراف المتدخلة في محيط هذه الفئة وتنسيق الجهود في العناية والإحاطة بها. وتركزت أشغال الملتقى الذي انتظم بمدرسة الصحة بمدنين حول موضوع "الجسد" باعتباره أول أداة يكتشف عبرها الطفل، العالم الخارجي وينظمه ومنه ينمي ذكاءه وعلاقته بالقراءة والكتابة، حسب ما تفسير ,الأخصائي في العلاج والتربية النفسية والحركية محمد عبيد، الذي يعتبر ان مشكل طفل التوحد يكمن في التواصل وربط علاقات مع الآخرين وهو ما يفسر عزلته وقيامه بحركات نمطية. وأشار إلى ان الهدف من تنظيم هذا الملتقى في مثل هذا الوقت وعلى أبواب العطلة الصيفية، هو تمكين أولياء أطفال التوحد من التقنيات والأساليب الكفيلة بحسن التعامل مع أطفالهم لتجنب ما "قد يحصل من قطيعة عند ابتعاد الطفل عن المركز المختص" على حد قوله. وأوضح ان أسباب التوحد تتعلق علميا بالجينات نافيا ما يتداوله البعض حول تعويد الطفل البقاء لوحده أمام شاشة التلفزة ومشاهدة الصور المتحركة تحديدا مشيرا الى ان حالات التوحد ليست جديدة و ان تسليط الضوء عليها وتناولها في السنوات الأخيرة يرجع أساسا الى توصل العلم إلى تشخيصها. وذكر مدير مركز "الكرامة" لأطفال التوحد بمدنين عبد العزيز فضلي، ان المركز الذي تم إحداثه بمدنين في أكتوبر 2011، يؤمه يوميا 16 طفلا إلى جانب 9 أطفال يقصدونه مرتين في الأسبوع مشيرا إلى وجود 50 حالة في قائمة الانتظار بسبب محدودية الفضاء وقلة الإمكانيات. وأكد انه "تم التسريع في فتح هذا الفضاء بإمكانيات متواضعة أمام الحاجة الملحة لاحتضان هؤلاء الأطفال المشتتين بين مراكز غير مختصة بهم في انتظار بناء مشروع متكامل يلبي مختلف حاجيات هذه الفئة" مشددا على حاجة الأطفال إلى وسيلة نقل تضمن استمرارية وتواصل توافدهم على المركز وإتاحة الفرصة أمام بقية الأطفال للالتحاق بهذا الفضاء. ويسدي المركز خدمات تربوية وعلاجية لمختصين في علم النفس وفي تقويم النطق للأطفال بين 3 و9 سنوات، بإمكانيات يقول عنها المدير انها "متواضعة" مشيرا الى ان "الفضاء في أحيان كثيرة غير مؤهل تربويا" مفسرا ذلك بان حالة هذه الفئة من الأطفال تتطلب ان لا يفوق عدد المتواجدين في الفصل الأربعة أطفال. وتسعى جمعية "أمل" للتوحد بمدنين التي قامت بإحداث مركز "الكرامة" لأطفال التوحد رغم حداثتها، إلى تأمين عدة أنشطة تحسيسية وتوعوية والتعريف بهذه الفئة من الأطفال خاصة عبر اجتماعات واحتفالات ومعارض.