الكرم (وات) - وسط حضور جماهيري وإعلامي لافت غصت به قاعة العرض في قصر المعارض بالكرم (الضاحية الشمالية للعاصمة) ،أعطى رياض الشعيبي، رئيس اللجنة العليا لإعداد مؤتمر حركة النهضة، يوم الخميس إشارة انطلاق فعاليات المؤتمر التاسع للحركة الذي يتواصل على مدى أربعة أيام تحت شعار "مستقبلنا بأيدينا". وسجل المؤتمر العلني الأول للحركة بعد مسيرة امتدت على مدى 40 سنة من النشاط السري في الداخل والخارج حضورا مكثفا لعدد من الشخصيات السياسية العربية والأجنبية من أبرزها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي قوبلت كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالتصفيق الحار وبهتافات وشعارات تطالب بتحرير فلسطين. واللافت في هذا المؤتمر عودة وجوه كانت لها أدوار ريادية في تأسيس الحركة ومن بينها صالح كركر ومحمد شمام وعبد الفتاح مورو الذي كان لحضوره كل الصدى داخل القاعة، حيث استقبله "رفيق دربه" راشد الغنوشي بكل حرارة، في حركة أشارت إلى عودته إلى أحضان الحركة من الباب الكبير وفي كلمتيهما، أكد قادة الحركة راشد الغنوشي وحمادي الجبالي على أن "تونس قادرة على احتضان الجميع على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية وان الجميع يستطيعون التعايش فيها في سلام ووفاق". وأوضحا أن دفاع حركة النهضة على الهوية العربية الإسلامية كان في إطار طرح مشروع فكري يؤسس لفهم مقاصدي للإسلام يندرج ضمن الاجتهاد والتجديد وضمن مسيرة التيار الإصلاحي التونسي الذي عمل في منطلقاته على التأليف بين الحداثة والإسلام" على حد تعبيرهما. ومن جهتهما شددا حليفا حركة النهضة في الترويكا على تمسكهما بالية العمل المشترك المؤسس على مبدا الوفاق مؤكدين ان وجود اختلافات بين تشكيلات الائتلاف الحاكم هو أمر ايجابي بالنسبة للتنوع والتعدد الفكري الذي يخدم مصلحة البلاد. وقد تنوع الحضور بقاعة المؤتمر من الجنسين ومن كل الأجيال والفئات، الذين رفعوا شعارات تنادي بتحرير فلسطين وإنقاذ الشعب السوري وأخرى مؤيدة للحكومة ومنددة بمن أطلقوا عليهم "فلول الثورة المضادة التي تعطل سير البلاد". كما تصدرت المقاعد الأمامية صور لشهداء الحركة الإسلامية والثورة التونسية تقديرا لنضالاتهم وإكبارا لتضحياتهم.