مدنين (وات) - نفذ يوم الاربعاء البحارة العاملون ببحيرة البيبان بولاية مدنين وقفة احتجاجية بمقر الولاية مطالبين بتسديد أجورهم لشهري ماي وجوان الماضيين وبتمكين عدد منهم من التقاعد المبكر وبإنقاذ هذه البحيرة التي تدهورت مكانتها الاقتصادية والاجتماعية. واكد عدد من البحارة أن بحيرة البيبان فقدت مكانتها السابقة اقتصاديا او اجتماعيا بسبب حالة الفراغ التي تعيشها وجعلتها تتعرض الى إهمال وانتهاكات ونهب وصيد جائر لا يستجيب لشروط الصيد بها. ويتحدث هؤلاء البحارة، وخصوصا أن الكثير منهم على ابواب التقاعد ومنهم من يطالب بتمكينه من التقاعد المبكر، بحسرة على البحيرة التي تمقل مورد رزق لاكثر من خمس مائة بحار وعدد من الاعوان اذ يقولون ان وضع البحيرة مأساوي واذا ما تم التفكير في تدخل عاجل أو ظرفي ستفقد البحيرة مميزاتها الحقيقية كمصدر ثروة هامة للبلاد يوفر اربع مائة طن من السمك الرفيع في السنة. ويرى البحارة ان أي تدخل يجب ان تتولاه وكالة الموانئ وتجهيزات الصيد البحري باستعادة استغلال البحيرة او بالبحث عن مستثمر خاص يكون جديا وقادرا على تحمل إعادة البحيرة الى سالف نشاطها ومردوديتها. وقال البحارة ان طريقة استغلال البحيرة كانت في اطار الخوصصة وتعاقب عليها عدة مستثمرين وبعد الثورة تخلى عنها احد المستثمرين الخواص لتتولى وكالة الموانئ وتجهيزات الصيد البحري استغلالها وتسديد اجور البحارة الا انه منذ 3 اشهر انسحبت الوكالة ليجد البحارة وكل المشتغلين بالبحيرة انفسهم في حالة بطالة دون رواتب وفي المقابل دخلت البحيرة في حالة استنزاف وصيد جائر. ويطالب البحارة بالإضافة إلى أجورهم بان تسترجع البحيرة نشاطها حفاظا على موارد رزق عدد هام من المشتغلين بها منادين بان تتدخل وزارة الفلاحة لتمنح وكالة الموانئ مجددا ترخيصا لاستغلال البحيرة او البحث عن مستثمر خاص يتولى ذلك. وتم بمناسبة هذه الوقفة الاحتجاجية عقد جلسة تفاوضية في مقر ولاية مدنين جمعت والي الجهة بممثلين عن البحارة واطراف نقابية وحقوقية أفضت إلى إقرار حلول توافقية لمعالجة ظرفية للوضعية الحالية للبحارة تتمثل في منحهم تسبقة ثانية بعد تسبقة اولى منذ اسبوع وتمتيعهم بمنحة قدرها 100 دينار الى جانب التدخل لدى البنوك لاعطائهم مهلة في تسديد قروضهم. وقال الوالي حمادي ميارة انه سيواصل التدخل لدى وزارة الفلاحة لايجاد حل دائم لملف بحيرة البيبان والعمل على ضبط استشارة لاستغلال البحيرة تمكن من اختيار المستثمر المناسب القادر على استغلال البحيرة بكل ما تفرضه من شروط تتعلق اساسا بملفات اجتماعية وفي مقدمتها التقاعد وتسديد مستحقات البحارة والاعوان بها. وفيما تمسك البحارة بان يعود استغلال البحيرة لوكالة الموانئ وتجهيزات الصيد البحري قال الوالي ان الوكالة ليست قادرة على هذه المهمة إذ تعتبر الوكالة أنه من الافضل إسناد إلى الخواص. ويشار إلى ان ما انبثق عن جلسة التفاوض من اجراءات ارضى عددا من البحارة الذين قالوا لمراسلة (وات) إنها مناسبة بالنظر الى الظرف الراهن وقادرة على ان تمتص غضب عدد هام من المشتغلين بالبحيرة في انتظار التوصل إلى حلول جذرية. ويذكر أن بحيرة البيبان الواقعة بولاية مدنين على بعد عشرة كلم شمال مدينة بن قردان و20 كلم جنوب مدينة جرجيس تعد من أهم البحيرات التونسية فهي بحيرة ساحلية كبيرة تبلغ مساحتها ثلاثة وعشرون الف هك ولا تتصل بالبحر الابيض المتوسط إلا جزئيا عبر فتحات او بوابات تدخل منها الاسماك. كما أنها تعتبر محمية طبيعية للاسماك ذات الجودة العالية وتشكل نقطة إشعاع وطنيا ودوليا بمنتوجها من الاسماك الرفيعة.