بعد ثلاث سنوات من انطلاق أشغال التهيئة التي بدأت سنة 2009 ، سيفتح متحف باردو أبوابه للعموم اليوم الأربعاء بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لعيد الجمهورية وبلغت كلفة تهيئته حوالي ال 19 مليارا تونسيا . تحفة معمارية تحاكي اشهر المتاحف في العالم ، هكذا بدا المتحف الوطني بباردو في حلته الجديدة بعد ان انتهت أشغال التوسعة وتم إنجازها بالتعاون بين الكفاءات التونسية وكفاءات فرنسية والمانية كما مول الاتحاد الاوروبي جانبا من التكلفة وكذلك أشغال تهيئة متحف سوسة ومتحف جربة في اطار اتفاقية تعاون أبرمتها الدولة التونسية قبل سنوات .
متحف باردو في صيغته الجديدة تمت توسعته ب9 آلاف متر مربع ليكون حجم المساحة الجملية للمتحف بعد التوسعة 20 الف متر مربع وتمت مضاعفة المجموعة الاثرية المعروضة لتكون 8 آلاف قطعة وتطمح إدارة المتحف الى تحقيق مليون زائر في السنة بعد ان كان معدل الزائرين قبل انطلاق الأشغال لا يتجاوز 600 الف زائر فقط وقد كان الهدف من اعادة التهيئة الى احداث مسارات زيارة واضحة وتهيئة فضاءات خاصة باستقبال الزائرين وفضاءات للخدمات والتسوق وتخصيص فضاءات جديدة للعروض غير الدائمة وترميم الأجزاء الاصلية لقصر باردو وتدعيم البنية الاساسية للمتحف بمختلف التجهيزات والفضاءات التي تسمح بتيسير استقبال الجمهور وتنظيم الزيارات البيداغوجية .
ويذكر ان المتحف الوطني بباردو يقع ضمن سلسلة من القصور التي بناها الحسينيون ووقع تدشينه سنة 1888 تحت اسم المتحف العلوي وتم تغيير التسمية سنة 1956 بعد الاستقلال ليصبح « المتحف الوطني بباردو» في نفس الوقت الذي تحول فيه القصر المحاذي له مقرا للمجلس الوطني التأسيسي .
المجموعة المتحفية
تمثل المجموعة المتحفية المعروضة في باردو اهم مجموعة في البلاد التونسية ومن اهم المجموعات في العالم وخاصة في الفسيفساء التي تملك منها تونس اكبر مجموعة في العالم ، وتغطي المجموعة الاثرية جميع المراحل الحضارية التي مرت على البلاد التونسية ويملك المتحف الوطني بباردو النسخة الاصلية الوحيدة في العالم لصورة الشاعر « فرجيل» كما يملك لوحتي فسيفساء لفرجيل وأوليس وهما من اشهر القطع قي العالم .
كما توجد في المتحف لوحات جنائزية من العصر المسيحي المبكر مثل « حوض التعميد» الذي تم اكتشافه بدمنة المبلط بقطع فسيفسائية اما من المرحلة الاسلامية فتوجد في المتحف مجموعة من النفائس منها «القرآن الأزرق» المخطوط بأحرف من ذهب ويعود الى القرن الرابع هجري .
التظاهرات الثقافية
سيفتتح النشاط الثقافي للمتحف اليوم الأربعاء بمعرض الزخارف والنقوش على الأخشاب القيروانية وهو معرض ينظم لاول مرة وتملك تونس اهم مجموعة من الأخشاب في العالم الاسلامي وستكون المعارض في المتحف تقليد دائم سواء معارض من تونس او من العالم في اطار الشراكة مع متاحف عالمية من بينها متحف اللوفروسيكون الافتتاح الرسمي في شهر اكتوبر ذو طابع عالمي سيدعى له عدد كبير من الشخصيات المتخصصة في المتاحف والآثار. كما سيتم التعاون مع وزارة التربية من اجل تنظيم زيارات بيداغوجية للتلاميذ حتى يعرفوا تاريخ تونس ويتشعبوا به في وقت نلاحظ فيه سعيا جادا وجديا لتغيير وجه البلاد تحت شعارات لا تمت لتاريخنا بصلة ان متحف باردو بما يملكه من مجموعة اثرية هو درس مفتوح وتطبيقي في تاريخ تونس وقد اعتبر الدكتور عدنان الوحيشي مدير المعهد الوطني للتراث ان هذا المتحف الذي اصبح بعد التهيئة في مصاف المتاحف العالمية هو اجمل ما يمكن ان نلخص به تونس .
يفتتح متحف باردو إذن اليوم للعموم بعد ان نظمت وزارة الثقافة مساء اول امس زيارة خاصة للصحفيين حضرها السادة والسيدات رئيس ديوان وزير الثقافة الحبيب العيوني ورضا قاسم المدير العام للوكالة الوطنية للتراث وعدنان الوحيشي مدير المعهد الوطني للتراث وعبد اللطيف مرابط الباحث في التراث والمكلف بمهمة لدى الوزير وسمية غرس الله مديرة متحف باردو وألفة الحاج سعيد رئيسة المشروع .