تونس (وات)- تجمع مساء الأربعاء عدد من الإعلاميين وممثلي منظمات حقوقية ومهنية ونواب عن المجلس الوطني التأسيسي أمام دار الصباح بالعاصمة احتجاجا على تعيين الصحفي بدار الأنوار لطفي التواتي مديرا عاما جديدا لدار الصباح. وأكدت نقيبة الصحفيين نجيبة الحمروني "رفض النقابة المطلق لهذه الطريقة المسقطة في التعيين دون التشاور مع أهل القطاع" خاصة وأن الشخص الذي وقع تعيينه" لا تتوفر فيه الشروط الدنيا ولا التجربة الكافية لإدارة مؤسسة إعلامية" حسب رأيها. وأكدت أن كتابات لطفي التواتي بعد14 جانفي "تبرز بوضوح انحيازه إلى النهضة مما يفقده شرط الاستقلالية الواجب توفره في المرشح لإدارة مؤسسة إعلامية عمومية"، حسب تعبيرها. ودعا هشام السنوسي (العضو السابق بالهيئة العليا لإصلاح الإعلام والاتصال) من جهته إلى "اعتماد معايير ومقاييس موضوعية لتعيين المسؤولين عن المؤسسات العمومية " معتبرا أن ما تقوم به الحكومة حاليا "يندرج في إطار توجه سياسي محض وحسابات انتخابية" بما يهدد حسب رأيه "بعودة الإعلام إلى مربع الدعاية وعدم الاستقلالية و تقديم الخدمات حسب الطلب". وأبرزت الصحفية بيومية الصباح سناء فرحات أن "الصحفيين يرفضون هذه التسمية التي تخدم أجندات سياسية تسعى إلى ضرب استقلالية دار الصباح و تكبيل إعلامييها"، وتابعت "أنهم يدرسون خيارات أخرى للتعبير عن رفضهم لأي أسلوب من أساليب مصادرة حقهم في التعبير ". ولاحظ النائب في المجلس الوطني التأسيسي هشام حسني ان هذا التعيين يمثل" حلقة أخرى في مسلسل تدجين الإعلام و تكميم الأفواه الحرة و كسر الأقلام المستقلة و تطويعها لتجميل صورة الحكومة والقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها" على حد تعبيره. و دعا في هذا الإطار الإعلاميين إلى إعداد مشروع هيئة تعديلية للإعلام وعرضه على المجلس الوطني التأسيسي ليشكل حسب قوله" أكبر ضمانة لحرية الإعلام". واستنكر كاتب عام النقابة العامة للثقافة والإعلام نبيل جمور "تمادي الحكومة في التسميات والتفرد بالقرار دون التشاور مع الهياكل المعنية" مستغربا "التشبث بتعيين أشخاص لا يحظون بالإجماع وكأن الساحة الإعلامية خلت من الكفاءات". ولاحظ كاتب عام النقابة الأساسية لدار الصباح عبد الحليم الرزقي أنه لم يقع تشريك النقابة الممثلة لكل الأطراف داخل المؤسسة في مسألة التعيين ولذلك "فهي لا ترفض المدير الجديد بل ترفض طريقة تعيينه". أما عادل بن سالم (تقني سامي) وعدد من زملائه فعبروا عن مساندتهم تعيين التواتي مؤكدين أن معارضة بعض الصحفيين لهذا التعيين تعود إلى "أسباب إيديولوجية بحتة".