تونس (وات)- اكد مدير مركز الدراسات الاسلامية بدمشق، والمتخصص في علوم القرآن، الدكتور محمد حبش، ان عقوبة الاعدام لم ترد نصا البتة في القرآن الكريم وانما ذكرت بمعنى القصاص وبصيغة تخييرية في معاقبة جريمة القتل العمد والافساد في الارض. واوضح المتحدث، وهو متحصل على ثلاثة شهائد في اختصاصات الشريعة الاسلامية والادب العربي والدعوة الاسلامية، خلال ندوة حول //الاسلام وعقوبة الاعدام//، نظمها،يوم الخميس، الائتلاف التونسي لالغاء عقوبة الاعدام، ان الشريعة الاسلامية والقيم التي يؤمن بها المسلمون، تناهض هذه العقوبة لانها تعد //استهتارا بحياة الناس وازدراء بارواحهم//، بحسب تاكيده، بالاضافة الى أنها غير مقبولة من الناحية العقائدية لان //الايجاد والاعدام هما شأن الله وحده//. وتعرض المحاضر الى الفروق بين ما اسماه //عدالة القصاص// الذي يرمي، بحسب قوله الى //انهاء تداعيات الثأر واقامة العدالة//، وبين //همجية الاعدام// وهو //عقاب انتقامي هدفه ري الارض بالدماء//، مؤكدا ان هذا العقاب لم يرد لا في القران ولا في السنة النبوية. وافاد الدكتور حبش ان لفظ //القصاص// ورد في ثلاث مواقع في القرآن الكريم وذلك في سورة البقرة بمعنى التصدي لمن صد المسلمين عن المسجد الحرام، وفي سورة المائدة والمقصود به المماثلة، وفي سورة البقرة مرة اخرى، بمعنى القصاص في جريمة القتل العمد، وكعقوبة تخييرية في عقاب المفسدين في الارض. وتحدث هذا المختص عن استخدام الشريعة، وفق ما تناقله فقهاء ثقات، 13 اسلوبا لمناهضة عقوبة الاعدام، تعلقت بالخصوص بعدم ورود مصطلح الاعدام قط في القران وتعارض هذه العقوبة مع معتقدات المسلمين القائمة على ان الايجاد والاعدام شأن يختص به الله وحده. كما بين ان القصاص باعتباره عقوبة لم يرد في القرآن الكريم الا متبوعا بالدعوة الى العفو والصفح، مشيرا في هذا الصدد الى ان الرسول عليه الصلاة والسلام، كان اول من صفح عن قاتلي عمه حمزة رغم بشاعة الجريمة المرتكبة. وبعد ان قدم عرضا تفصيليا بين فيه مناهضة الشريعة الاسلامية لعقوبة الاعدام، افاد المتحدث انه على الرغم من كل هذا لا تزال القوانين الوضعية بكل الدول العربية، باستثناء جيبوتي، وكذلك قوانين عديد الدول في العالم، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، تبيح عقوبة الاعدام، تنفذها احيانا وتتغاضى عن تطبيقها احيانا اخرى. وضرب مثالا على ذلك القانون اليمني، الذي قال انه يجيز الحكم بالاعدام في 315 جريمة، وكذلك القانون المغربي الذي يذكر هذه العقوبة في 360 موقعا. وافاد ايضا ان عقوبة الاعدام ذكرت في القانون التونسي في 22 مناسبة وفي القانون السوري في 40 مناسبة. يذكر ان هذه الندوة التي نظمها الائتلاف التونسي لالغاء عقوبة الاعدام، بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تندرج في اطار الحملة التحسيسية الهادفة الى دعم دسترة الغاء هذه العقوبة في الدستور الجديد.