سترازبورغ (وات) - توجه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، ظهر الجمعة، أمام المشاركين في مؤتمر رؤساء البرلمانات الأوروربية، بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، بمحاضرة تحت عنوان "الثورات العربية .. التحديات والآفاق/. ولاحظ بن جعفر، في مستهل مداخلته، أن المنطقة العربية التي كانت طيلة عقود، شبه استثناء في العالم، //نتيجة الصورة النمطية التي رسمها الحكام العرب لشعبوهم//، حسب تعبيره، //رضيت بها الدول الغربية وساندتها أحيانا، رغم تأكدها من الطبيعة الاستبدادية للأنظمة ومن خطورة الإنتهاكات لحقوق الإنسان//، على حد قوله. وأشار إلى أن أول درس يستفاد من الثورات العربية هو القطع النهائي مع الصورة النمطية لشعوب عربية، قال إنه //وقع تصويرها وكأنها تشكو من عدم تلاؤم حيني مع مبادىء الديمقراطية//. وأضاف أن الدرس الثاني هو أن //ثورات تونس ومصر واليمن وربيع المغرب، كانت مجملا ثورات سلمية//، مبينا أن //التغيير ممكن// في الدول العربية، //دون حاجة إلى انقلابات عسكرية دموية// وهو ما يؤكد، حسب رأيه، //وجود مجتمع مدني قوي، رغم القمع الذي مورس عليه//. وقال رئيس المجلس التأسيسي إن ثالث درس قدمته الثورات العربية هو أن //تتجنب البلدان الديمقراطية، الوقوف إلى جانب الدكتاتوريات مستقبلا//، وفق تحليله. ورأى أن من الأخطار التي تتهدد هذه الثورات، هو //الارتداد إلى الوراء وافتقار الساحة السياسية في بعض البلدان لقوى سياسية منظمة بشكل جيد وقادرة على إحداث التوازن بينها، بما يضمن عدم الانحراف واحتكار جميع السلطات في يد واحدة والخلط بين الحزب والدولة//، حسب بن جعفر. وأكد أن تونس //حسمت بمقتضى مشروع الدستور، مسألة مدنية الدولة//، مشيرا إلى أن هذه المسألة //لا تزال غير محسومة في دول أخرى//. وأضاف أن دستور تونس سيكون //دستورا توافقيا لكل التونسيين وليس دستور حزب أو فئة//. وبين حجم الصعوبات الاقتصادية التي ورثتها الثورات العربية من الأنظمة السابقة، من مشاكل بطالة وفقر وتفاوت جهوي وتردي البنية التحتية //وهو ما يزيد من ثقل الكاهل الملقى على الحكومات الجديدة//، على حد قوله، مجددا الدعوة إلى //استرجاع الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج//. وبخصوص الاحتجاجات الأخيرة أوضح بن جعفر أن الأقليات السلفية المتطرفة، //لا تمثل التونسيين والتونسيات، النابذين للعنف والمتحلين بقيم الاعتدال والوسطية//. وقال في هذا الصدد //لن يكتب لهذه الأقلية الوصول إلى مبتغاها، في ظل الإرادة التي تحدو الجميع اليوم في تونس، في تطبيق دولة القانون والمؤسسات وتحقيق التوافق في القضايا الخلافية//. وأطلق بن جعفر نداء للبرلمانيين الأوروبيين //في إتجاه حل القضية الفلسطينية// وبشكل عاجل //فك أسر البرلمانيين الفلسطينيين القابعين في السجون الاسرائيلية وفي مقدمتهم المناضل مروان البرغوثي//. كما طالب رؤساء البرلمانات الأوروبية بالضغط في اتجاه //وضع حد لمأساة الشعب السوري//. يذكر أنه على إثر الدعوة التي تقدم بها مصطفى بن جعفر من أجل إطلاق سراح البرلمانيين الفلسطينيين، تم منح الكلمة إلى رئيس الوفد الفلسطيني، نائب رئيس المجلس التشريعي الذي لم يتم إعطاؤه الكلمة قبل ذلك. ويشارك في الدورة الحالية لمؤتمر رؤساء البرلمانات الأوروربية، ممثلون عن 47 برلمانا أوروبيا إلى جانب حضور كل من تونس والمغرب وفلسطين.