المنستير 2 مارس 2010 /وات/ بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي أشرف اليوم السيد كمال مرجان عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي ووزير الشؤون الخارجية على اجتماع شعبي كبير انتظم بدار التجمع بقصر هلال احياء للذكرى السادسة والسبعين لمؤتمر الحزب الذى احتضنته هذه المدينة في 2 مارس 1934 وحضره بالخصوص الوالي السيد خليفة الجبنياني والامين العام المساعد للتجمع السيد فوزى العوام وثلة من قدماء المناضلين والمقاومين وأبرز عضو الديوان السياسي في هذا الاطار ما يكنه رئيس الدولة من مشاعر التقدير والتشجيع لكافة المناضلين واكباره لجهود كل الوطنيين الاحرار والمقاومين والقادة والزعماء الذين قدموا التضحيات الجسيمة وصابروا وثابروا من أجل أن ينعم التونسيون اليوم بالحرية والكرامة والسيادة. وأضاف أن تحول السابع من نوفمبر التاريخي جاء مجسما لقيم الوفاء والعرفان والاعتراف بالجميل لكل من أخلص لهذا الوطن وناضل من أجله وحريصا على تجذير الروح الوطنية لدى الاجيال الجديدة وتنشئتها على الولاء لتونس دون سواها والدفاع عن مناعتها. وأوضح السيد كمال مرجان أن موءتمر 2 مارس 1934 جسم حدثا مفصليا في تاريخ تونس الحديث ومنعرجا حاسما في مسيرة الحركة الوطنية في بعديها النضالي والاصلاحي اذ أفضى الى ميلاد الحزب الحر الدستورى الجديد وانتقال الكفاح التحريرى من دائرة الاحتجاج اللفظي الى طور النضال والمقاومة الميدانية الجماهيرية وابتكر صيغا جديدة للعمل السياسي مكنت الحزب من الانتشار والاشعاع ووضعته على درب تحقيق طموحات الشعب التونسي. واستعرض في هذا الصدد أبرز حلقات النضال الوطني ودواعي انعقاد مؤتمر 2 مارس 1934 مبرزا الدور التاريخي والريادى الذى اضطلع به الحزب في قيادة الحركة الوطنية بكل مكوناتها. وأضاف أن الحزب الحر الدستورى الجديد مثل امتدادا طبيعيا للحركة الفكرية والنضالية الاصلاحية المناهضة للاستعمار التي برزت بوادر نشأتها منذ وطئت أقدام المستعمر أرض تونس وواصل نهج الاصلاح والتحرير بقيادات شابة ذات تكوين عصرى يتماشي فكرها وأساليب عملها مع طبيعة المرحلة ومقتضياتها. وأكد السيد كمال مرجان في هذا الصدد أن المحطات السياسية العديدة التي شهدتها تونس التغيير ولاسيما مؤتمرات الحزب أثبتت حرص الرئيس زين العابدين بن علي وتأكيده أن قوة الحزب وفاعليته تكمن في ما تتحلى به قواعده من وعي بالرهانات وادراك للمسؤولية وتفان في خدمة أهداف حزبهم ووطنهم. وبين ان الشباب مثل دائما المحرك الاساسي للتغير وكان دائما في طليعة القوى الدافعة نحو الافضل ونزله رئيس الدولة منزلة استراتيجية منذ الايام الاولى للتغيير وأشار الى المصاعب والازمات المتعددة التي عاشتها البلاد قبل التحول مؤكدا أن الرئيس زين العابدين بن علي أقدم على انقاذ البلاد والحزب بكل شجاعة وروح نضالية عالية فجاء التغيير المبارك ليمثل تحولا تاريخيا أسس لمشروع اصلاحي حضارى شامل لمستقبل تونس وشعبها ودعم أركان الاستقلال وعزز مناعة البلاد وسيادتها وأعاد للحزب مصداقيته في الساحة الوطنية ودعم قدرته على استقطاب جميع الفئات من شباب ومرأة وكفاءات وتعزز اشعاعه وطنيا واقليميا ودوليا. وأضاف عضو الديوان السياسي أن المشروعية التي يستمدها التجمع من الموروث الوطني الزاخر بالامجاد ومن تضحيات رواده والقيم النبيلة التي ارتكزت عليها الحركة الوطنية مكنته من المحافظة على ريادته كحزب الاستقلال وحزب بناء الدولة الحديثة والحزب المؤتمن على التغيير. وبين أن تونس التي حققت مكاسب وانجازات رائدة منذ التحول مقبلة اليوم على مرحلة جديدة من تاريخها ومن مسيرتها التنموية الشاملة تواجه خلالها التحديات والتحولات العالمية المتلاحقة وهي تعول على كل مكونات شعبها بالداخل والخارج للاسهام في مواجهة هذه التحديات وكسب رهاناتها لتواصل مسيرة الارتقاء بتونس الى مراتب العزة والمناعة. واكد وزير الشؤون الخارجية في هذا الصدد أن التجمع مدعو الى الاضطلاع بدور ريادى في تحقيق الاهداف الطموحة للبرنامج الرئاسي معا لرفع التحديات الذى حظي بمساندة شعبية واسعة تجلت خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاخيرة. وأضاف في هذا الصدد أن التجمع يقبل على محطة سياسية في غاية الاهمية هي الانتخابات البلدية التي ستكون مناسبة لمزيد تعزيز المسار الديمقراطي الوطني داعيا التجمعيين الى احكام الاستعداد لهذا الحدث البارز لما يكتسيه العمل البلدى من أهمية في تحقيق التنمية ومقومات العيش الكريم للمواطن. وأبرز في خاتمة كلمته المكانة المتميزة التي تتبوأها تونس اقليميا ودوليا بفضل صواب خيارات ومبادرات الرئيس زين العابدين بن علي والمكاسب العديدة التي حققها منذ التغيير. وكان السيد كمال مرجان عاين قبل ذلك بدار عياد التي احتضنت فعاليات موتمر 2 مارس 1934 متحف الحركة الوطنية الذى أنشىء بها في اطار مشروع رئاسي. كما اطلع رفقة الوالي والاطارات الجهوية على معرض وثائقي يجسم المساهمة المتميزة لمدينة قصر هلال في الكفاح الوطني وفي بناء الدولة الحديثة ويبرز ما تحقق لها من مكاسب جمة منذ التحول وعبر المشاركون في هذا الاجتماع الشعبي الجماهيرى عن بالغ اعترافهم بالجميل للرئيس زين العابدين بن علي لما فتىء يخص به المناضلين والمقاومين من رعاية موصولة موءكدين عزمهم الراسخ على المساهمة الفاعلة في تجسيم البرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» وانخراطهم الفاعل في الخيارات الحضارية الرائدة للتحول.