قمرت 9 مارس 2010 (وات)- تواصلت اشغال اليوم الاول من ندوة /التمثيل القانوني للمراة العربية فى البرلمان واثره على تفعيل دورها التنموي/ التى تنتظم لمدة ثلاثة ايام ببادرة من الاتحاد الوطني للمراة التونسية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الادارية بمناسبة اليوم العالمي للمراة. وتناولت المداخلات فى الجلسة الاولى موضوع /الصعوبات والتحديات التى تقيد مشاركة المراة فى الحياة العامة ووصولها الى مواقع القرار/، حيث تطرقت السيدة رفيعة بن عزالدين رئيسة دائرة بمحكمة التعقيب بتونس الى الانجازات والمكاسب التشريعية التى حققتها المراة التونسية قبل وبعد الاستقلال. وابرزت حرص رئيس الدولة على الحفاظ على هذه المكاسب واثرائها خدمة لقضايا المراة وتكريسا لحقوقها بما يسهم فى تفعيل دورها فى المجتمع وفى الحياة السياسية، مستعرضة اهم التنقيحات التى شهدتها المنظومة التشريعية الخاصة بالمراة فى عهد التغيير والتى شملت بالخصوص مجلة الاحوال الشخصية ومجلة الشغل والمجلة الانتخابية ومجلة الجنسية. كما طرحت السيدة فاطمة كراي رئيسة تحرير جريدة الشروق التونسية اشكالية مدى مساهمة الاعلام فى الحد من الصعوبات التى تعترض المراة للانخراط فى الحياة السياسية وبلوغ مواقع القرار مشيرة الى ان تنوع الخطاب الاعلامي وتعدد وسائل الاعلام واختلاف توجهاته فى العالم العربي لم يساهم بالقدر الكافى فى ابراز صورة مشعة عن المراة العربية. واكدت حاجة الاعلام الى تحقيق التوازن داخله، وهى مسوءولية مشتركة بين مكونات المجتمع تبدا بالتعليم والثقافة والانفتاح على الخارج. واستعرضت السيدة اغاريد الجمال استشارية الامراض الجلدية بجامعة عين شمس المصرية تجربتها فى مجال صنع دواء لعلاج مرض الصدفية، مبينة اهمية دور المراة فى تطوير البحث العلمي بالدول العربية والارتقاء بقطاع الصناعة الدوائية. وتركزت مداخلات الجلسة الثانية حول اسهام المراة السياسي من منظور الاسلام ودورها في دعم المشاركة السياسية في المجتمعات العربية. واكد السيد جعفر عبد السلام استاذ القانون الدولي بجامعة الازهر بالقاهرة ان الاسلام لم ينقص من جدارة المراة ولم يمنعها من ممارسة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولاحظ انه لا ينبغي اقصاء المراة اعتبارا لاهمية دورها فى بناء الاسرة ومن ثمة في تقدم الشعوب. وتناولت السيدة نبيلة القلال عضو مجلس النواب بتونس بالتحليل مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية التي تعوق مشاركة المراة العربية في الحياة العامة من ذلك الامية والفقر والبطالة وقوانين الشغل فضلا عن الصراعات والحروب الى جانب بعض العقليات السائدة. ولاحظت ان المجتمعات العربية بحاجة اليوم الى بناء حضاري جديد وذلك بنشر ثقافة الاصلاح والتحديث وتكريس قيم المحبة والتضامن والتاخي وتعزيز دور المراة في كل المجالات والمساواة في الحقوق والواجبات مع الرجل. ومثلت "مشاركة المراة العربية في الحياة العامة والسياسية: الفرص والتحديات"، عنوان مداخلة السيد سنيم بن عبد الله الباحث فى علم الاجتماع ، الذي اكد ان حضور المراة في الاحزاب والهياكل النقابية يبقى متواضعا رغم التحسن المسجل في المستوى التعليمي للمراة العربية وتزايد اندماجها في الحياة الاقتصادية. وبين ان الفجوات القائمة بين الجنسين مازالت متواصلة في مجال المشاركة في الحياة العامة وفي اتخاذ القرار نتيجة عدم تبني مقاربة النوع الاجتماعي بصفة الية في صياغة البرامج والمشاريع وتنفيذها وتقييمها. واكدت السيدة زهرة عيسى دكتورة اخصائية في الامراض النفسية بتونس اهمية ان تعي النساء العاملات في الحقل السياسي والجمعياتي بضرورة التوفيق بين مختلف الادوار الموكولة اليها واحكام التصرف في الوقت والمجهود من منطلق ان الجمع بين المسؤوليات ليس عبئا بل هو اثراء على المستوى الذاتي والاجتماعي.