قمرت 9 مارس 2010 (وات)- شكل موضوع "العنف ضد المراة ودور المجتمع المدني والاعلام في مناهضته" محور اشغال الجلسة العلمية الثانية للندوة العربية حول "مناهضة العنف ضد المراة: تكريس للقيم الانسانية" التي كانت افتتحتها امس الاثنين السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية، رئيسة منظمة المراة العربية. وفي مداخلة حول "العنف ضد المراة: اي دور للمجتمع المدني" اوضح السيد نجيب بوطالب مدير المعهد العالي للعلوم الانسانية بتونس ان دراسة ظاهرة العنف ضد المراة تستوجب تحديد مفهوم دقيق لانواع العنف ومضامينه واليات انتشاره داخل المجتمع. وتعرض في هذا السياق الى نوع حديث من انواع العنف وهو العنف الالكتروني وما يسببه من انعكاسات خطيرة على كرامة المراة وموقعها في المجتمع، مبرزا اهمية دور المجتمع المدني باعتباره قوة فاعلة في الدفاع عن حقوق المراة من خلال اعتماد استراتيجية شاملة لتطوير اليات عمله للتصدي لممارسات العنف التي لا تليق بالانسان اليوم. وفي محاولة لفهم الية تعامل الفضائيات العربية مع البرامج الموجهة للمراة طرحت السيدة ريم عبيدات المختصة في مجال الاعلام والاتصال من الاردن رؤية نقدية في محاضرتها حول "الاعلام والعنف ضد المراة: الرسالة والدور" فبينت ان الاعلام لا يتعامل مع المراة بصفتها قضية اجتماعية معمقة وانما يقدم صورة سطحية ومهمشة لا تعكس واقعها الاجتماعي وتقصيها من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واشارت الى ان طريقة تصوير المراة بشكل نمطي هو في حد ذاته تصدير للعنف ضدها وتجريد لكيانها وقدراتها المعرفية، داعية الى عدم حصر النساء في برامج لا تعكس حقيقة اهتمامات المراة وطموحاتها وتعقيبا على مضامين المداخلات اكدت السيدة هدى الرشيد الاعلامية في محطة "بى بي سي" البريطانية اهمية التقليص من الفجوة بين دور الاعلام ورسالته لكي تتكامل الصورة الحقيقية للواقع وللمجتمع بكل مكوناته حتى لا يكون الاعلام اداة لتعميق العنف ضد المراة. واعتبرت ان اقوى اشكال العنف ضد المراة هو ممارسة العنف ضد عقلها وتضييق نطاق الحرية والتعبير امامها. ومن جهتها ركزت السيدة سعيدة الرحموني الموفق الاداري على مفهوم "اللاعنف" مبينة ان العنف دليل على فشل الانسان وهو سلوك يعطل عملية الاندماج الحقيقي في حركة التنمية والتحديث. وابرزت اهمية ترسيخ سياسة الحوار والتسامح والانفتاح التي انتهجتها تونس في مسيرتها الاصلاحية والتحديثية والبحث عن بوادر ايجابية وبناءة من خلال تثمين النماذج الناجحة في المجتمع وتكريس الفعل الديمقراطي لبناء مجتمع حديث قائم على المساواة واحترام الاختلاف.