تونس 12 افريل 2010 (وات)- يمثل تاهيل القطاع العمومي للصحة ابرز توجهات الاصلاحات التي تشهدها المنظومة الصحية بتونس بهدف الارتقاء بمستوى خدماتها وجعلها رافدا للتنمية. ويوءمن هذا القطاع سنويا 18 مليون عيادة ومليون عملية جراحية و800 الف اقامة بالموءسسات الصحية التي تشتمل على 29 موءسسة بين مستشفيات جامعية ومعاهد متخصصة و33 مستشفى جهويا و121 مستشفى محليا ومركز توليد و2080 مركز صحة اساسية. وهو يظطلع الى جانب الخدمات العلاجية والوقائية، بدور مرجعي في مجال تكوين الاطار الطبي وشبه الطبي وفي ميدان البحوث الطبية. وقد انطلق سنة 2009 تجسيم برنامج خصوصي للتاهيل يغطي في مرحلة اولى 26 موءسسة صحية نموذجية ويهتم خاصة بالجوانب اللامادية المتعلقة بالاداء والجودة والمردودية اضافة الى تطوير الممارسات الطبية والتقييم الدوري لخطط العمل على مستوى الادارات المركزية. ويهدف هذا البرنامج الى دعم الدور المرجعي للهياكل الصحية العمومية من خلال التحسين المستمر لجودة الخدمات وسلامة المرضى فضلا عن النهوض بالجوانب التي تشكو نقصا كالاستقبال والادوية وتامين النظافة والعناية بالبيئة. كما تتمثل اوليات تاهيل القطاع العمومي للصحة خاصة في تطوير الخارطة الصحية ومنظومة التكوين واعداد او دعم البرامج الوطنية في مجال الصحة. ولبلوغ الاهداف المرسومة في هذا الاطار تم ارساء خطة عمل مساندة لبرنامج التاهيل ترتكز على 5 محاور اساسية وهي التحسين المستمر لسلامة الخدمات الصحية وتوفير الموارد الملائمة اضافة الى تطوير منظومة ناجعة للمعلومات الصحية وتامين التمويل الكافي والمستمر للقطاع الصحي وحسن تدبير المنظومة الصحية وتعزيز الاطار القانوني. ويتم في هذا الاطار العمل على تحسين ظروف الاقامة وانسنة الخدمات الطبية وشبه الطبية والصيدلانية والاستعمال الجيد للادوية والمستلزمات الطبية مع ضمان استمرارية هذه الخدمات وشموليتها وضمان نفاذ المواطن لها. كما تتمثل الاهداف في تدعيم الموارد البشرية لملاءمتها مع الاحتياجات في طب الاختصاص وفي الجهات ذات الاولوية وتحفيزها من خلال تحسين ظروف العمل والاحاطة الاجتماعية وتطوير تكوين ورسكلة الكفاءات المهنية فضلا عن تحسين صيانة البناءات والمعدات وتوفير البنية التحتية المعلوماتية الملائمة وتعزيز الجهاز القانوني. وانطلاقا من هذه المكانة الهامة تعزز قطاع الصحة على مدى العقدين الاخيرين بجملة من الاصلاحات، تمثلت في تنفيذ مشروع الصحة العائلية والسكان ومشروع اصلاح التصرف الاستشفائي فضلا عن الشروع في تاهيل المستشفيات الجهوية منذ سنة 1992 والنهوض بالخدمات الاستعجالية وتعميم مراكز تصفية الدم ليبلغ عددها 32 مركزا تعد 404 اجهزة. وقد ساهمت هذه الاصلاحات في الرفع من اداء الهياكل الصحية وتحقيق تطور مطرد لمختلف الموءشرات الصحية ومن ابرزها ارتفاع موءمل الحياة عند الولادة الى 74 سنة فاصل 8 وانخفاض نسبة وفيات الاطفال الى حدود 16 بالالف الى جانب تمكين 95 بالمائة من السكان من الحصول على خدمة صحية بهيكل صحي لا يبعد اكثر من 5 كلم، وتحقيق التغطية الطبية بمعدل طبيب لكل 840 ساكنا. وقد سجلت الفترة 2007-2009 نسقا حثيثا للانجازات في مجال تعصير البنية الاساسية في مختلف الجهات شملت بناء القطب الاستعجالي ببن عروس ومركز التوليد وطب الولدان بالمنستير والشروع في بناء القطب الاستعجالي بالمرسى واحداث المستشفى الجامعي الجديد بصفاقس فضلا عن مواصلة عدد من المشاريع لدعم طب الاختصاص بالجهات وتدعيم اسطول التجهيزات الطبية الثقيلة والمتطورة. وتشهد سنة 2010 بالخصوص اقتناء 7 الات مفراس و 3 الات رقمية لتشخيص الشرايين و 7 الات رقمية للقثطرة الوعائية القلبية فضلا عن 5 الات تصوير بالرنين المغناطيسي و 4 الات معجل خطي الى جانب جملة من الالات المتطورة للكشف بالصدى. وستتركز الجهود في افق 2014 على تجسيم الاهداف الكمية والنوعية الواردة ضمن البرنامج الرئاسي ولاسيما النقطة الخامسة منه /الصحة حق اساسي ومقوم فاعل لجودة الحياة/ والرامية الى مزيد الارتقاء بمختلف موءشرات المنظومة الصحية خاصة في ميادين العلاج والوقاية واليقظة.