السيد حمدي المدب " نجني ثمار عمل ثلاث سنوات ولن نفرط في أي لاعب " تونس 29 افريل 2010 (وات) - تابع الترجي الرياضي التونسي تربعه على عرش كرة القدم التونسية بحصوله على لقب البطولة للمرة الثانية والعشرين في تاريخه والثانية على التوالي بعد مشوار كان خلاله اكثر الاندية استقرارا على مستوى الاداء والنتائج. وقد جاء هذا التتويج الذي تحقق قبل جولتين من نهاية السباق ليقيم الدليل على احقية فريق باب سويقة بترويض نسر البطولة ويؤكد صواب خيارات الهيئة المديرة سواء من حيث الاعتماد على منهج الاستمرارية على مستوى الاطار الفني او من حيث سياسة الانتدابات والمراهنة على العناصر الشابة. واوضح السيد حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء /وات/ اننا بصدد جني ثمار العمل الذي شرعنا في انجازه منذ ثلاث سنوات اذ نجحنا في تكوين فريق محترم ما انفك اداؤه يتحسن من عام الى اخر/ مضيفا ان هذا التتويج كان اصعب من سابقه باعتبار ان كافة الاندية كانت منافسا عتيدا للترجي بوصفه حامل اللقب فضلا عن تطور مردود العديد من الفرق الاخرى من الناحية الفنية بما ساهم في تقارب المستوى. ولما كان قدر الترجي الرياضي كسائر الاندية الكبرى اللعب على الالقاب دخل الفريق هذا الموسم كعادته السباق في ثوب المتراهن على البطولة وقد توفق منذ الجولات الاولى في تثبيت موقعه الريادي. وبلغة الارقام فان زملاء اسامة الدراجي استحقوا هذا اللقب عن جدارة باعتبارهم كانوا الطرف الافضل على عدة واجهات اذ انهم يملكون افضل خط هجوم بتسجيلهم 55 هدفا بقيادة القوة الضاربة لهجوم الفريق النيجيري مايكل اينرامو افضل هداف في البطولة بمجموع 13 هدفا الى غاية الجولة الرابعة والعشرين فضلا عن كونهم كانوا اكثر الاندية تحقيقا للانتصارات برصيد 16 فوزا من بينها 7 على التوالي تحققت من الجولة الثالثة الى الجولة التاسعة. وعلى الرغم من فترة الفراغ التي مر بها خلال شهر ديسمبر الماضي عندما فرط في لقب كاس شمال افريقيا للاندية البطلة امام وفاق سطيف الجزائري بركلات الترجيح في رادس واكتفائه ب4 تعادلات متتالية في سباق البطولة فان الترجي الرياضي بقي وفيا لسمعته كفريق عريق يتميز بهيكلته الادارية المنظمة التي تجعله لا يتاثر بمثل هذه الظرفيات الصعبة. ولاحظ رئيس الترجي الرياضي في هذا السياق /ان الفريق كان واثقا من امكانياته وقدرته على المحافظة على لقبه حتى خلال فترة الفراغ التي عرفها في منتصف الموسم خاصة مع تعدد الاصابات ولم يساوره الشك فحافظ اللاعبون على تركيزهم بما مكنهم من استعادة توازنهم وتحقيق انتصارات باهرة ومعانقة النجاح في نهاية المطاف/ مبينا ان اللاعبين اظهروا روحا تضامنية كبيرة فيما بينهم بما ساعدهم على تجاوز مختلف العراقيل والمحافظة على ريادتهم على درب احراز اللقب. وواصل الترجي المراهنة على سياسة التشبيب عبر التعويل على عناصر شابة على غرار الحارس وسيم نوارة ويوسف المساكني وخالد العياري وصيام بن يوسف اظهرت شخصية قوية وحضور ذهني لافت رغم حداثة انتمائها لصنف الاكابر فكانت افضل خلف لاحسن سلف بعد مغادرة عدد من الركائز السابقة وفي مقدمتها الحارس حمدي الكسراوي والعربي جابر والكاميروني هنري بيانفينو والايفواري ادغار لوي. وبرهن الترجي على قدرة كبيرة على اصطياد العصافير النادرة من اللاعبين القادرين على تحقيق الاضافة وصنع الفارق من خلال انتداب لاعبين ذوي قيمة فنية ثابتة من اجل توفير مزيد من الحلول للمدرب في مختلف المراكز والخطوط مثل وسام العابدي وايمن بن عمر والغاني هاريسون افول في الدفاع ومجدي التراوي والكاميروني روجي تواندوبا في وسط الميدان الذين ساهموا بدرجات متفاوتة في تقديم العون للفريق في مراحل مختلفة من الموسم. واحكم فريق /الاحمر والاصفر/ التعامل مع مختلف فترات البطولة وتمكن من حسن توظيف رصيده البشري بما ساعده على تخطي عامل الارهاق البدني والتوفيق بين مقتضيات المشاركات الاقليمية والقارية ومتطلبات سباق البطولة الوطنية. وقد تمكن في هذا السياق من جني عدة نقاط ثمينة خارج قواعده اذ تمكن خلال تنقلاته من انتزاع 8 انتصارات امام منافسين يعرفون بصعوبة مراسهم على ملعبهم على غرار النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والاتحاد المنستيري والترجي الجرجيسي والاولمبي الباجي وشبيبة القيروان. ولاحظ ماهر الكنزاري المدرب المساعد للترجي الرياضي ان الظفر بلقب البطولة كان مستحقا بالنظر الى المردود الذي قدمه الفريق على امتداد الموسم بما مكنه من تصدر الترتيب منذ الجولات الاولى للسباق مشيرا الى ان الترجي الرياضي فريق القاب وقد جاء هذا التتويج ليؤكد انه يسير على الطريق الصحيح. اما المدافع خليل شمام الذي خاض كل مقابلات البطولة ان المشوار كان صعبا وتطلب تضافر جهود كافة الاطراف من هيئة مديرة واطار فني وطبي ولاعبين لكسب الرهان مبينا ان مفتاح التتويج تمثل في تحقيق العديد من الانتصارات خارج القواعد خاصة امام المنافسين المباشرين على اللقب مثل النجم الساحلي والنادي الصفاقسي. وبعد التتويج بلقب البطولة سيتجه تركيز الترجي الرياضي خلال الفترة المقبلة الى كاس رابطة ابطال افريقيا التي تاتي في صدارة الاهتمامات خاصة وانها تفتح للفريق افاقا عالمية في صورة القبض على لقبها من خلال ضمان المشاركة في كاس العالم للاندية بما يساهم في مزيد اشعاع سمعة النادي دوليا والحصول على عائدات مالية كبيرة. وسيعمل الترجي الذي يتطلع الى استعادة امجاده القارية وتجديد العهد مع القاب مسابقات الاتحاد الافريقي لكرة القدم الغائبة عن خزائنه منذ عام 1998 على انجاح اخر مواعيده هذا العام عندما يلاقي المريخ السوداني الاسبوع المقبل بام درمان لحساب اياب الدور ثمن النهائي لتخطي اخر محطة قبل خوض غمار دور المجموعتين وذلك بعدما كسب اسبقية محترمة في جولة الذهاب بثلاثية نظيفة. واكد السيد حمدي المدب ان الترجي الرياضي يعلق طموحات عريضة على كاس رابطة الابطال لتاكيد عودته القوية على المستوى الافريقي وان الفريق لن يفرط في اي لاعب خلال فترة ما بين الموسمين مبينا انه تم الاتفاق مع المدافع زياد الدربالي على تجديد عقده في حين قطعت المفاوضات اشواطا هامة مع الهداف مايكل اينيرامو من اجل مواصلة التجربة. وافاد ان المساعي متواصلة لتدعيم صفوف المجموعة بعناصر جديدة قادرة على تقديم الاضافة معلنا في هذا الصدد انه سيتم القيام بانتدابين هامين على الاقل لتعزيز فرص نجاح الفريق في مختلف الاستحقاقات التي تنتظره.