تونس 8 ماي 2010 (وات) - تجري يوم الأحد 9 ماي بمختلف أنحاء الجمهورية عمليات الاقتراع في إطار الانتخابات البلدية التي تمثل محطة بارزة على درب تعزيز البناء الديمقراطي التعددي وتكريس إرادة الشعب والاختيار الحر للمواطن. وعلى غرار الاستحقاقات الانتخابية السابقة جسدت مجريات هذا الموعد الانتخابي بمختلف مراحله الإرادة السياسية الثابتة للرئيس زين العابدين بن علي في ان تجري الانتخابات البلدية في كنف الشفافية واحترام القانون والتنافس النزيه كما كرست رهان سيادته على مساهمة كافة مكونات المشهد السياسي والمدني الوطني في إنجاح هذه المحطة الانتخابية التي تمثل فاتحة طور جديد من العمل السياسي والتنموي المتصل بمعيش المواطن اليومي وجودة حياته. وتشارك في هذه الانتخابات ستة أحزاب إلى جانب القائمات المترشحة بصفة مستقلة والتي خاضت على امتداد ستة أيام /من 2 الى 7 ماي/ حملة انتخابية أتاحت لها الفرصة لمزيد التعريف ببرامجها وأهدافها وللاتصال بالمواطنين في مختلف أنحاء البلاد والاطلاع على مشاغلهم وتطلعاتهم. وقد أكدت سائر الأطراف المترشحة خلال سلسلة الاجتماعات العامة التي عقدتها وما كان لها من لقاءات مباشرة مع المواطنين على ضرورة الاقبال بكثافة يوم الاحد على مكاتب الاقتراع لتحقيق ارفع نسب المشاركة بما يعكس ما بلغه الشعب التونسي من نضج وما حققه من تقدم على طريق تكريس الممارسة الديمقراطية وإشاعة ثقافة التعددية. ومن المنتظر ان تفضي هذه الانتخابات إلى تمكين أحزاب المعارضة من نسبة حضور في المجالس البلدية المنتخبة لا تقل عن 25 بالمائة وذلك بفضل التنقيحات المدخلة على المجلة الانتخابية في 13 أفريل 2009 والتي نصت على تحديد السقف الأعلى من المقاعد التي يخول لقائمة واحدة الفوز به ب75 بالمائة وعززت ضمانات شفافية العملية الانتخابية. وفي سياق نفس الحرص على ترسيخ مقومات الشفافية والوقوف على مدى احترام مجمل الأطراف المتنافسة لمقتضيات القانون الانتخابي كانت لأعضاء المرصد الوطني للانتخابات البلدية 2010 على مدار الاسابيع والايام الماضية لقاءات مكثفة مع القائمات المترشحة من مختلف الألوان وكذلك زيارات ميدانية شملت معظم جهات البلاد استهدفت متابعة سير مختلف مراحل العملية الانتخابية من التسجيل في القائمات الانتخابية إلى سير فعاليات الحملات الانتخابية للأحزاب والقائمات المستقلة بهدف الإنصات لملاحظات ومقترحات سائر الأطراف. إلى ذلك وفي إطار الحرص على تمكين أطراف عربية ودولية ذات اشعاع ومصداقية سيما من الاوساط الحقوقية من الوقوف على مدى التطور الذي أدركته التجربة الديمقراطية التعددية في تونس سجلت البلاد خلال الأيام الماضية توافد عدد من الملاحظين الأجانب من الشخصيات المرموقة ذات التجربة والخبرة في مجالات القضاء وحقوق الإنسان والحريات الاساسية الذين أتوا الى تونس لمتابعة فعاليات الحملة الانتخابة وسير عمليات الاقتراع بمناطق عدة من تراب الجمهورية. وتقبل تونس على هذه المحطة السياسية الهامة في فترة شهد فيها العمل البلدي نقلة نوعية هامة منذ التغيير بفضل ما اولاه له الرئيس زين العابدين بن علي من رعاية واهتمام متواصلين بوصفه رافدا اساسيا من روافد التنمية المحلية وتحسين مستوى ونوعية حياة المواطن التونسي اينما كان فضلا عما تمثله المؤسسة البلدية من فضاء مميز لتكريس الممارسة الديمقراطية على الصعيد المحلي والاسهام بالتالي في تعزيز مسار الاصلاح السياسي بالبلاد.