تونس 13 ماي 2010 (تحرير وات/ سارة حطاب)- ارتقى المشروع الحضاري للتغيير بقدرات التونسيات وراهن على كفاءتهن ودورهن في رفع التحديات وانتقل بهن من طور المساواة الى الشراكة مع الرجل ونزل مجلة الأحوال الشخصية مرتبة دستورية وربط مبادئها بحقوق الإنسان وقيم الجمهورية. ويعتبر الرئيس زين العابدين بن علي ان صيانة حقوق المرأة واثراء مكاسبها احد اهم ابعاد حقوق الإنسان وأن الشراكة المتكافئة في إدارة شوءون الأسرة والمجتمع من اركان تحقيق التقدم الاقتصادي والرقي الاجتماعي والتحديث السياسي. وضمن هذه الروءية وفي نطاق تواصل احتفالات تونس باليوم العالمي للصحافة تنتظم يوم الجمعة بدار التجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة مائدة مستديرة حول محور /المراة في الاعلام الدور والصورة المنشودة/. وهى تندرج ضمن اسهامات المجتمع المدني بمناسبة رئاسة تونس في شخص السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية لمنظمة المراة العربية (2009/ 2011 ) وتاكيدها في اكثر من مناسبة على ضرورة تصحيح صورة المرأة في معظم وسائل الإعلام العربية، بوصفها كما جاء في الحديث التي ادلت به سيدة تونس الاولى لصحيفة "الشرق الاوسط" في 21 اكتوبر 2009 "صورة لا تعكس الواقع إن لم نقل هي صورة مشوهة لا تعبر عن إنسانية المراة ومواطنتها، صورة تدعم ما بقي عالقا في مجتمعاتنا من رواسب في نظرتها للمرأة" وقد اثبتت الدراسات والبحوث في مجال المراة ان ما يعيشه العالم اليوم من ثورة اتصالية وانتشار للفضائيات اسهم في تزايد تاثير وسائل الاعلام المرئية العربية بالخصوص على الراي العام وهي وسائل تقدم في اغلب الاحيان صورة تقليدية ونمطية للمراة العربية. واعتبارا للمكانة الاستراتيجية التي يحتلها الإعلام اليوم من خلال تأثيره في صناعة الرأي العام، ومدى قدرة وسائل الاتصال على تحديد تصور الفرد للآخرين يتعين اكثر من اي وقت مضى إعادة النظر في صياغة الإستراتيجية الإعلامية العربية بما يكفل بالخصوص إشاعة صورة متوازنة للمرأة وفاعلة صلب الاسرة والمجتمع وفي الحياة العامة. وتسعى تونس في ظل رئاستها لمنظمة المرأة العربية التي شكل احداثها منعطفا كبيرا في مسيرة العمل العربي، الى بلورة برامج وآليات عمل تسهم في تقليص الفجوة القائمة في المجتمعات العربية بين المرأة والرجل، وتمكن المرأة من آفاق أرحب وفرص أوسع للمشاركة وتحفز العمل المشترك التشريعي والمدني والسياسي في مجال النهوض بالمرأة وإدراجه ضمن أفق مستقبلي تحديثي يأخذ بمقومات الهوية الحضارية. وفي هذا السياق، يتنزل اقتراح السيدة ليلى بن علي إحداث جائزة تسند لأفضل إنتاج إعلامي حول المرأة في البلاد العربية، بهدف القضاء على ما تبقى في المجتمعات العربية من موروث سلبي في ما يتصل بالمرأة ودورها واساسا صورتها في المجتمع. وتعد هذه الجائزة حافزا إضافيا للإعلاميين العرب من أجل رسم الصورة الحقيقية للمرأة، والتعاطي الإيجابي مع قضاياها ومطالبها وحقوقها، ومواجهة كل أشكال التمييز ضد المرأة في الواقع العربي، والدفع باتجاه رسائل إعلامية أكثر مسوءولية وإنصافا، تساعد المرأة العربية على تطوير نفسها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا من جهة، وتوءهل المجتمع للقبول بدورها المميز فيه من جهة أخرى، مستفيدة بذلك من خصوصيات التجربة الحداثية التى بوات تونس مرتبة مشرفة في محيطها الاقليمي والعالمي في مجال النهوض باوضاع المراة وجعلها طرفا أساسيا في بناء المجتمع. وعموما تمثل المكاسب الهامة التي احرزتها المراة التونسية حصاد سنوات متعاقبة من العمل والانجاز في ظل روءية استشرافية شاملة ومتوازنة، وهي مكاسب موءهلة لمزيد التطوير بعد ان رسم رئيس الدولة هدفا في برنامجه للفترة المقبلة يتمثل في الارتقاء بنسبة حضور المراة في مواقع القرار والمسوءولية الى 35 في المائة على الاقل عوضا عن 30 بالمائة حاليا.