تونس 13 ماي 2010 /وات/- في اطار أنشطة /منتدي تونس للسلام/ الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية والذي بعث بالتعاون مع منظمة الموءتمر الاسلامي ألقي الباحث الجامعي الدكتور المازري الحداد السفير المندوب الدائمللجمهورية التونسية لدى اليونسكو مساء اليوم الخميس محاضرة حول /شباب المهجر والتثاقف..من أجل التسامح والسلام/ وذلك بفضاء مدينة العلوم بتونس العاصمة لدى افتتاحه هذا الملتقي أشار السيد أبوبكر الأخزوري، وزير الشؤون الدينية الي أن التفتح واحترام الاخر من الوسائط الهامة والمساهمة في ارساء ثقافة كونية راشدة، وغنية بقيم انسانية فاضلة، قادرة علي تكوين عقول نيرة، كفيلة بتهيئة أرضية للتقارب والتعارف والتضامن داعيا في ذات الاطار الشباب التونسي الي أن يكون من /حماة السلم والتسامح والمحبة/ مضيفا بأن الشباب هو القلب النابض وقد حظيت هذه الفئة باهتمام وعناية خاصة من قبل الرئيس زين العابدين بن علي وهو الذي أكد في أكثر من مناسبة علي أنه لا يمكن أن نبني المستقبل بدون الشباب، فهم ثروتنا التي بها نبني حاضر مجتمعاتنا ونوءسس لمستقبلها و ذكر الوزير بأن موضوع المحاضرة، يتم في اطار السنة الدولية للشباب، التي أقرتها الاممالمتحدة باقتراح من تونس التي كانت سباقة في الانصات للشباب بما في ذلك الشباب التونسي المقيم في المهجر من خلال اقامة حوار دوري معه بهدف معرفة حاجياته ومشاغله لجعل الشباب المهجري يتمتع بشخصية متوازنة استهل الدكتور المازري الحداد كلامه بوضع موضوع المحاضرة /شباب المهجر والتثاقف..من أجل التسامح والسلام/، في سياقه الأكاديمي والمعرفي، من خلال عرض تاريخ تطور مفهوم/التثاقف/ في العلوم الانسانية والاجتماعية وفي البحوث الأنتروبولوجية موضحا أنه يشير الي التواصل والتفاعل المباشر والمستمر بين جماعات تنتمي الي ثقافات وحضارات مختلفة و مشددا علي أن الثقافات لا تلغي بعضها البعض، فلا توجد ثقافة أفضل من الأخرى، فكل ثقافة هي بالضرورة مزيج من الثقافات وبعد التأطير النظري ، تطرق المحاضر الي السبل التي تمكن الجالية المهاجرة وخاصة فئة الشباب من الاندماج في المجتمع الغربي وتحقيق التثاقف الايجابي الذي يحافظ علي الثقافة الأم دون تعصب، ويمنع السقوط في الذوبان الذي يتسبب في موت الثقافة الأم وأشار الي وجود نوعين من الشباب المهجري، يضم النوع الأول غالبية أبناء المهاجرين الذين غادروا الوطن الأم في الستينات، وهم في الأغلب فشلوا في الاندماج في المجتمع المضيف، وأندمجوا في ما يعرف ب /ثقافة الضواحي/، وبهذا انسلخوا تماما عن الثقافة الأصلية أما النوع الثاني من الشباب المهجري، والذي تمكن من الاندماج في المجتمعات الغربية ومن بينها فرنسا، فهو الذي قدم خلال فترة التسعينات سواء للدراسة أو العمل في اطار مسالك الهجرة المنظمة. ويصف الباحث هذا النوع بأنه عاش في بيئة ثقافية مستنيرة وهو ملقح ضد التطرف وهذا ما يسر عملية اندماجه مضيفا بأن هذا الصنف، ربما سيكون قادرا علي مد الجسور مع الجيل غير المندمج، من أجل تيسير عملية اندماجه ودعوته الي احترام ثقافة البلد الذي يعيش فيه كما أشار الدكتور المازري الحداد الي أهمية التفاعل الايجابي للمجموعة الدولية مع دعوة الرئيس زين العابدين بن علي لجعل 2010، سنة دولية للشباب، وفي هذا دلالة واضحة علي طلائعية واستشرافية الروءية التونسية في تعاطيها مع مشاغل الشباب مبرزا في ذات السياق العناية التي يحظي بها الشباب التونسي في المهجر من قبل السفارات والبعثات القنصلية التي تحرص علي الحوار والانصات لهذه الفئة من أجل ضمان اندماجها في المجتمعات المضيفة وتجنيبها خطر الانزلاق وراء الأفكار المتطرفة والاستاذ المازري الحداد، الذي يشغل حاليا مهام سفير مندوب دائم لتونس باليونسكو، دكتور في الفلسفة، وهو أول عربي مسلم يعترف به في فرنسا كأستاذ في علم اللاهوت المسيحي وقد تميز باسهاماته الفاعلة في الحقل الثقافي والاعلامي في تونس والخارج وله عدة موءلفات منها/مدخل في الفكر الاسلامي 1990/ و/قرطاج سوف لن تدمر 2002/ و/حوار اديان ابراهيم.. من اجل التسامح والسلام 2006/.