تونس 31 ماي 2010 (وات)- التام يوم الاثنين بتونس ملتقى حول "التدخين والمراة" بمشاركة ثلة من الاطباء ينشطون في عيادات الاقلاع عن التدخين بمختلف انحاء الجمهورية وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين. وتم بالمناسبة اسناد جائزة منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة التدخين للدكتورة منيرة المصمودي النابلي المنسقة العامة للبرنامج الوطني لمكافحة التدخين. وتعرضت المداخلات الى اثار هذه الافة على صحة الاسرة والمراة وبصفة خاصة المراة الحامل وجنينها حيث تمت الاشارة الى اسهام التدخين في الزيادة في عوامل الاختطار والاصابة بالامراض السرطانية. وحسب دراسة للمعهد الوطني للصحة العمومية، يعد التدخين سببا مباشرا لوفاة ما يقارب 7 الاف شخص سنويا، فيما اشار المسح الوطني لتقييم صحة المراهقين والمتمدرسين ان 55 فاصل 8 بالمائة من الفتيان و 17 فاصل 7 من الفتيات تتراواح اعمارهم بين 12 و 20 سنة دخنوا على الاقل مرة واحدة. وشكل التدخين في تونس موضوع عديد الدراسات والبحوث بينت بالخصوص ارتفاع نسبة التدخين لدى الكهول الى حدود 35 بالمائة، وتسبب هذه الافة كعامل رئيسي في العديد من الامراض المزمنة حيث تتسبب في الاصابة بنسبة 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة و85 بالمائة من الالتهابات المزمنة للقصبات الرئوية و75 بالمائة من حالات الجلطة الدماغية. واثبتت هذه الدراسات ان المراة اكثر عرضة من الرجل للامراض الخطيرة الناتجة عن التدخين وذلك لعديد العوامل الفيزيولوجية حيث يوءثر على رشاقتها وبشرتها وخصوبتها الى جانب التاثيرات الكبرى على الحمل والولادة و الرضاعة. وبينت السيدة ببية بوحنك شيحي وزيرة شؤون المراة والاسرة والطفولة والمسنين خلال الافتتاح ان تنظيم الملتقى يتنزل في صميم التوجه الوقائي للسياسة الصحية في تونس، مشيرة الى ما اكده البرنامج الرئاسي للفترة 2009-2014 على وضع خطة للتقليص من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الصحية لدى المراهقين والشبان. وابرزت في ذات السياق الدور الموكول للمراة، باعتبار مكانتها المحورية داخل الاسرة ، في التحسيس والتوعية بالمخاطر الصحية لهذه الافة. ومن جانبه بين السيد زكرياء الوسلاتي رئيس ديوان وزير الصحة العمومية ان مبادرة رئيس الدولة بجعل سنة 2009 سنة مكافحة التدخين والتي كانت محل اشادة منظمة الصحة العالمية، قد وفرت الاطار الامثل لدعم وتكثيف الجهود الوطنية للوقاية من اثار هذه الظاهرة الوخيمة على الصحة فضلا عن كلفتها الاجتماعية والاقتصادية الباهضة. وقد قامت الوزارة في هذا الاطار بالتعاون مع كافة الاطراف المتدخلة بوضع وتنفيذ خطة عمل تهدف الى تقليص نسبة التدخين بمعدل نقطتين سنويا اي بقرابة 10 نقاط خلال الفترة 2009-2014 وذلك من خلال تجذير سلوك رافض للتدخين لدى كل فئات المجتمع. كما تم تفعيل قانون تحجير التدخين في الفضاءات ذات الاستعمال الجماعي وانطلق مع مارس 2009 تنفيذ الامر المتعلق بضبط الاماكن التي يحجر فيها التدخين كالمقاهي والمطاعم اضافة الى صدور القانون المتعلق بالمصادقة على اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشان مكافحة التبغ في فيفري الماضي. كما تم تعميم عيادات المساعدة عن الاقلاع بكل الجهات لتبلغ حاليا 250 عيادة وتوفير علاج الادمان. ومن جانبه اشار السيد ابراهيم عبد الرحيم ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس الى التطور الذي شهدته جهود مكافحة التدخين في البلاد خلال السنة الماضية مبينا ان تطور نسبة المدخنات في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا دون 18 سنة والبالغة 30 بالمائة يعود الى تاثير عمليات التسويق والاشهار على المستهلكات. كما نوه بالرئاسة التونسية للدورة 63 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية . وحسب تقرير وباء التدخين العالمي لسنة 2009 الصادر عن منظمة الصحة العالمية فان التدخين لايزال يمثل السبب الرئيسي للوفاة الذي يمكن توقيه، فهو يقتل اكثر من 5 ملايين شخص سنويا. وتقارب نسبة النساء من مجموع مليار مدخن في العالم 20 بالمائة.