قرطاج 12 أوت 2010(وات)- اشرفت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية ظهر اليوم الخميس على افتتاح اشغال الندوة الدولية حول / دور البحث العلمي حول المرأة في دعم تكافوء الفرص بين الجنسين / التي تنتظم بمناسبة الاحتفال بعشرينية مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة /الكريديف/ وفي سياق احتفالات البلاد بالعيد الوطني للمرأة وتميز موكب الافتتاح بتسلم حرم رئيس الدولة الشعار التذكاري لعشرينية /الكريديف/ من مديرته العامة. كما سلمت السيدة ليلى بن علي بهذه المناسبة جائزة افضل بحث علمي نسائي بعنوان سنة 2010 في مجال علوم وتكنولوجيات البيئة الى السيدة سهام جباري تقديرا لجهودها العلمية. والقت السيدة ليلى بن علي بالمناسبة كلمة اكدت فيها ان اعتماد البحث العلمي أداة لدعم المساواة بين المرأة والرجل وتكافوء الحظوظ بينهما يتنزل في صميم الخيارات الوطنية والجهود المتواصلة لتطوير أوضاع المرأة وتنمية دورها واوضحت ان التجارب بينت ان الاصلاحات الاجتماعية العميقة لا يمكنها ان تثمر وتنجح ما لم تستند الى قاعدة معرفية متينة وان التحولات الحضارية الكبرى كانت دائما مسبوقة بتيارات فكرية مجددة وتجاذبات ثقافية متعددة وابتكارات علمية ومعرفية موءثرة ملاحظة ان مجلة الاحوال الشخصية التي شكلت انجازا رائدا وقاعدة تشريعية صلبة لم تكن الا تتويجا لمسار اصلاحي عريق ساهمت في دفعه واثرائه نخبة من المفكرين والمصلحين الذين نادوا بتحرير المراة التونسية واعربت حرم رئيس الدولة عن الارتياح للاحتفال اليوم بالذكرى الرابعة والخمسين لمجلة الأحوال الشخصية وقد اصبحت المساواة بين الجنسين واقعا معيشا بفضل جهود الرئيس زين العابدين بن علي الرامية الى اثراء احكام هذه المجلة التي تم الارتقاء بها إلى منزلة دستورية فضلا عن مراجعة سائر النصوص التشريعية المنافية لمضامينها وأهدافها واستحداث الآليات المناسبة لتحقيق غاياتها وبينت السيدة ليلى بن علي في هذا السياق ان احداث مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة سنة 1990 مثل انجازا بارزا ساهم في إثراء البحوث والدراسات وتوفير قواعد البيانات حول المرأة بما مهد السبيل لمرحلة جديدة من المعالجة النوعية لمؤشرات النوع الاجتماعي ورصد المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية في هذا المجال وحقق للمركز إشعاعا متناميا على المستويين العربي والإفريقي وذكرت بما حققته البلاد من مكاسب لفائدة المراة مبينة ان البرنامج الرئاسي 2009-2014 سيمثل مرحلة جديدة على درب الارتقاء بالمنزلة المتميزة للمراة ودعم حضورها في مواقع القرار ليبلغ مع نهاية سنة 2014 نسبة 35 بالمائة على الأقل عوضا عن 30 بالمائة حاليا معربة عن اليقين بان مزيد دعم الباحثات الشابات من شأنه أن يسهم في إحكام توظيف طاقاتهن الابداعية وتنمية دور المراة كقوة دفع أساسية لجهود البلاد في تحقيق التنمية المستدامة والعادلة. وبعد ان ذكرت بالمبادرات التي كانت دعت اليها في إطار رئاستها لمنظمة المرأة العربية ابرزت حرم رئيس الجمهورية الحرص على تكثيف التعاون وتعزيزه بين مراكز البحوث والدراسات حول المرأة على المستويات العربية والإقليمية وكانت السيدة ايمان بلهادي المديرة العامة لمركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (كريديف) القت كلمة أشادت فيها بتوفق السيدة ليلى بن علي في اطار رئاستها لمنظمة المرأة العربية في اعطاء دفع قوي للجهود الوطنية والعربية والدولية الداعمة لحقوق المرأة في أطار استراتيجية وقائية متكاملة، مبرزة ما اثمرته هذه الجهود خاصة من خلال احداث لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الانساني، وبعث مرصد للتشريعات السياسية والاجتماعية المتعلقة بالمرأة، ووضع استراتيجية وقائية لمكافحة العنف ضد المرأة ومن ناحيتها أبرزت السيدة سيلفيا اسكوبار مورينو السفيرة المديرة العامة لحقوق الانسان لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الاسباني تقاليد تونس العريقة في مجال النهوض بمنزلة المراة، وارادة الرئيس زين العابدين بن على الثابتة في المضى قدما حتى تصبح المراة شريكا كاملا في مسيرة التنمية والتحديث فى تونس. وبينت أن مشاركتها في الندوة تعكس عمق العلاقات التونسية الاسبانية وما يجمعهما من روابط تاريخية متميزة قوامها الاحترام المتبادل والتضامن والشراكة والتعاون المثمر في مجال المرأة والمساواة بين الجنسين ومقاومة كل اشكال التمييز وهى عناصر ذات اولوية في سياسة البلدين. ونوهت الدكتورة انصاف حمد رئيس الهيئة السورية لشوءون الأسرة عضو الهيئة التدريسية بجامعة دمشق بالدور البارز الذي تضطلع به منظمة المراة العربية، مكبرة الجهود التي تبذلها السيدة ليلى بن على فى هذا المجال والتي تجلت في العديد من المبادرات والاجراءات القيمة والرائدة وأشارت إلى نجاح التجربة التونسية في مجال تمكين المرأة التي أضحت نموذحا ارشاديا رائدا في المنطقة العربية بفضل ما تلقاه من رعاية وتشجيع ومتابعة على أعلى المستويات وحضر هذا الموكب عضوات الحكومة والعديد من الشخصيات النسائية الوطنية إلى جانب ضيفات تونس من البلدان الشقيقة والصديقة