تونس 20 أوت 2010 (وات)- تعبيرات موسيقية تراثية ومقامات صوفية بروح موروث فني ثري ووفي لأصالته وهويته، ذلك ما جسده الفنان زياد غرسة والمؤلف الموسيقي نوفل بن عيسى في عرض "أنا المدلل" الذي توجت به مساء الخميس الدورة 46 لمهرجان قرطاج الدولي. أجواء صوفية إنشادية غلبت على الجزء الأول من العرض قدمها زياد غرسة بقراءة جديدة تنهل من المتن الموسيقي الصوفي وتتواصل مع متطلبات المشهد الموسيقي الحديث، هذا التناغم بين القديم والجديد خلق تنويعات فنية في بعض المواقع التي عمد زياد غرسة ونوفل بن عيسى تأليفها بالاعتماد على مقام "الرهاوي" الذي يكاد يندثر. فإحياء التراث وإثراء أثره بالإضافة والتجديد تجربة خاضها زياد غرسة من خلال توظيف ما يعرف بناعورة الأجداد التي تعد أول ناعورة في تاريخ الموسيقى الصوفية ليتقاسم متعتها مع الجمهور الذي حضر بكثافة ليتابع بهدوء واهتمام اللوحات الصوفية المقترحة خلال هذا العرض. وفي الجزء الثاني من السهرة تغير النسق من الايقاع الصوفي الى الايقاع التونسي الطربي حيث اختار زياد غرسة تكريم الفنان الراحل علي الرياحي بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاته فأدى مختارات من أغانيه المعروفة على غرار "عايش من غير أمل في حبك" و"لا شفتك مرة لا ريتك" و"بيت الشعر". وتواصل نسق الطرب والسمر خلال السهرة التي أمنتها فرقة موسيقية متكونة من حوالي 60 شابا وشابة توزعوا بين الأداء والعزف فغنى زياد غرسة من إنتاجه الخاص لجمهوره "ترهويجة" و"حليمة" و"المقياس" ليختم بوصلة من التراث بعنوان "أنا المدلل" وهي وصلة تحمل رواية في طبع "محير سيكا" في هذا العرض الذي حضره السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وثلة من أهل الفن والثقافة حاول زياد غرسة ونوفل بن عيسى تبليغ رسالة فنية تؤكد أن الضروب الموسيقية التونسية القديمة زاخرة بالإبداعات يمكن إحياؤها بالتأليف على نمطها وتقديمها بطريقة فرجوية رائقة.