أريانة 2 سبتمبر 2010 (وات) - كانت شخصية الفنان الراحل محمد الجموسي موضوع مسامرة رمضانية انتظمت مساء الأربعاء بالمكتبة المعلوماتية بأريانة من خلال استعراض لأبرز المحطات الفنية والاجتماعية التي عاشها على امتداد مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء والإبداع في مجالات الكلمة واللحن والمغنى. وقدم السيد عيسى البكوش لهذه الشخصية التي أثرت الخزينة الغنائية في تونس والوطن العربي بأعمال عكست روح الإبداع والتجديد والبحث وشكلت منعرجا للأغنية التونسية في تركيبتها اللحنية وأساليب نظمها وتقديمها بما جعلها متفردة وذات خصوصية. وقال المحاضر ان محمد الجموسي نذر حياته للفن وانقطع في محرابه ينظم الشعر باللغتين العربية والفرنسية ويلحن في مختلف المقامات التونسية والشرقية حيث تجاوزت أعماله الغنائية المائة كما عمل في المسرح والسينما كممثل وقدم العديد من البرامج الموسيقية في بدايات الإذاعة والتلفزيون. وأضاف أن القدر شاء أن يسافر إلى فرنسا لتسجيل بعض الأغاني ليقيم فيها زهاء عشر سنوات قبل أن يغادرها إلى الجزائر ومن ثم إلى مسقط رأسه صفاقس أين توفي بها سنة 1982 . وتحفظ الذاكرة أغان للجموسي في العديد من الأغراض مثل "الله معانا" و"أصل الزين" و"العزول" و"خطوة خطوة" و"ريحة البلاد" و"النساء" وارقص وغني " وغيرها كثير مثلما تحفظ المدونة الشعرية التونسية باللغة الفرنسية قصائد ذات صبغة رومنطيقية على غرار أشعار الفرنسي ألفريد دي موسي. وتضمنت هذه المسامرة الفنية مراوحة موسيقية مع احمد فريد على آلة العود حيث قدم البعض من أغاني الجموسي بحضور الفنان صالح المهدي الذي لحن من كلمات الجموسي الأغنية المعروفة للسيدة نعمة "الليل آه ياليل جيت نشكيلك". كما كان اللقاء مناسبة لتقديم بعض المقترحات من ذلك الدعوة إلى إنجاز عمل درامي لإبراز أهم المحطات الفنية والتاريخية التي عاشها الجموسي وأثرت في مسيرته وبعث متحف يتضمن جملة تسجيلاته وأغانيه والوثائق التي تتحدث عن أعماله في تونس وباريس والقاهرة والجزائر مع إبراز خصوصيات أشعاره باللغة الفرنسية.